الأهرام
هانى عسل
رسالة «أولاند» ..ودرس «صلاح»!
«يا بختك» يا مسيو أولاند!ليس لديكم فى فرنسا متظاهرون يهتفون بسقوط «النظام»، أو ينفذون خططا جهنمية لإسقاط الدولة أو تقسيمها!


ليس لديكم نشطاء يهتفون فى مظاهراتهم بسقوط الجيش والشرطة والقضاء والبرلمان علانية، ويلجأون للعنف، ويعتبرون ذلك حرية تعبير ووجهات نظر!

ليس لديكم إرهابيون مقيمون فى ألمانيا أو بريطانيا أو إيطاليا يحرضون كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة على المؤامرة تلو الأخرى لتخريب فرنسا سياسيا وأمنيا واقتصاديا.

ليس لديكم عملاء مدعومون من دول خارجية وأجهزة مخابرات أجنبية ومنظمات حقوقية مريبة ومجتمع مدنى مشبوه وينفذون سياسات حكومات الدول الأخرى «بالحرف».

ليست لديكم مظاهرات بدون ترخيص، ولا متظاهرين بأجر، ولا صبية يتلقون التعليمات و”الشيكات” وصيغ الهتافات من نخب سياسية واقتصادية جالسة فى مكاتب وشركات واستوديوهات!

ليست لديكم حدود شاسعة مفتوحة وأنفاق تحت الأرض يتم من خلالها تهريب السلاح والإرهابيين والمجرمين وتتعرض منها أراضيكم لهجمات تتكلف العملية الواحدة منها ملايين الدولارات!

ليست لديكم أحزاب معارضة تعمل بنظام «خالف تعرف» على طول الخط، ولا تعرف شيئا عن الوطن الذى تنتمى إليه سوى أنه «تورتة» ينبغى تقطيعها ليأخذ كل واحد «حتة»!

ليس لديكم إعلام خاص تابع لرجال أعمال يصنع الإحباط، ويصدر الاكتئاب، ويهلل ويطبل للغوغاء، ويرتعد لرؤيتهم فى الشارع، ويعتبر العشرات منهم آلافا وملايين، ويصفهم بأنهم «ثوار» و«مناضلون»!

ليس لديكم كتاب مقالات أياديهم مرتعشة يخشون الحديث عن أى إنجازات أو إيجابيات كى لا يقال عنهم «مطبلاتية»!

ليست لديكم قنوات فضائيات تبث من الخارج ضد فرنسا، وتمتليء بكل أنواع البذاءات والعداوات ضد بلدكم، وتحرض على العنف والقتل بكل صراحة ووقاحة، دون أن يحاسبها أحد!

ليست لديكم «الجزيرة مباشر فرنسا»، ولا «شرق» ولا «غرب»، ولا «ناصر» ولا «عرابي» ولا «عفيفي»!

ليست لديكم صفحات فيسبوك مفتوحة “على البحري” أمام دعوات التحريض والفتنة وإشاعة الكراهية والأخبار الكاذبة التى تبثها كتائب لجان إليكترونية مدربة.

ليست لديكم خطط لتفجير مترو أنفاق باريس، أو محطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، أو إحراق أوتوبيسات، أو تسميم مياه نهر السين، أو جمع اليورو من الأسواق لتدمير الاقتصاد، أو دعوات للاعتصام والمبيت فى ميدان «التروكاديرو» لمنع الناس من الذهاب إلى أعمالهم!

مسيو أولاند .. نقدر نصائحكم، ونحترم أسلوبكم المهذب فى الحديث عن الحريات والأمن و«ريجيني»، ولكن، ظروفكم غير ظروفنا .. أخطاركم غير أخطارنا .. إرهابيوكم غير إرهابيينا .. نشطاؤكم غير نشطائنا .. وحتى متظاهروكم .. أكثر أدبا وكرامة ووطنية من متظاهرينا .. هذا إذا جازت المقارنة، فما تعرضت له مصر فى خمس سنوات أكبر بكثير من مجرد هجومين إرهابيين تعرضت لهما فرنسا استدعيا إعلان الطواريء ونشر الجيش واتخاذ إجراءات استثنائية!

.. أخيرا، وبمناسبة «سيرة» النشطاء والمتظاهرين، تحية واجبة إلى محمد صلاح لاعب روما، الذى أثبت بموقفه الأخير تجاه قضية «ريجيني» أنه أكثر رجولة، وشرفا، ووطنية، من أولئك الذين وقفوا على سلم نقابة الصحفيين يتباكون على «الأرض» و«العرض»، وهم الذين يستحقون «دكتوراه» فى كيفية إحراق «الأرض» وإهدار «العرض»!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف