الصباح
محمد عادل
برة فى الشارع.. التسجيلى يكسب
عرض فيلم مختلف فى دور العرض السينمائية هو بمثابة مكسب لـ«السينما الحقيقية»، ففى ظل أوضاع مترهلة على كافة الأصعدة السينما ليست بمنأى عنها، وبالفعل لقد اعترفنا.. بلى !.. السينما المصرية أصابها الترهل!
ليس فقط سبب هذا الترهل هو حكر الصناعة على فئة محددة أو حكر ما يعرض على نوعية محددة فقط من الأفلام، بل إن المشاهدة أصبحت حكراً على جمهور افتقد – فى خضم ما يحصل له من تجريف – كافة الطرق لتذوق سينما بمعناها الحقيقى بالفعل.. سينما هى بالفعل المعبرة عنه.. والمدهش أن هذا الجمهور هو نفسه الذى يشتم هذه السينما ويصفها – كعادة بعض الصحفيين – بأنها «سينما مش مفهومة» أو من الآخر «سينما للمهرجانات وبس».
لن ننكر أن بعض صناع السينما المستقلة دخلوا من هذا الباب فى خضم «هوجة صنع الأفلام» ليجرفوا البقية الباقية لدى «المشاهد الغلبان» من حاسة لتذوق واستطعام فيلم سينمائى، فنجد منذ فترة أحد مخرجى الأفلام القصيرة والمستقلة يعلن عبر صفحته على الـ Facebook بأن فيلمه ترشح فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى، والفيلم كالعادة لم يترشح ولا يحزنون !.. والأمثلة عديدة على هذا، مما يترك وصمة على صناع الأفلام المستقلة، الذين ليسوا فى حاجة لمزيد من التهميش أو التجاهل أكثر مما يلاقونه من الجمهور الحقيقى.
شعورى –بصفتى صانع أفلام وكاتبًا صحفيًا معاً– بعرض الفيلم التسجيلى المصرى الطويل «برة فى الشارع» لـ «شركة أفلام سين» فى دور العرض السينمائية - تحديداً فى دارى عرض بحلوان - هو نجاح لصناع الأفلام المستقلة جميعاً، فالكل –خاصةً من يعمل فى مجال الأفلام التسجيلية – يريد ولو بارقة أمل بأن لمشواره منفذًا ما، مثله مثل صناع الأفلام التجارية، ولو حتى كان هذا المنفذ مجرد دارى عرض وأفيش كبير ودعاية بسيطة.. سمها التمسح فى شئ تستطيع أن تسميه «يلا بينا نخش فيلم» ويكون فيلمك أنت أحدها!.. لكنه أيضاً الطموح لخطوة أكبر، ولا ضرر أو ضرار من هذا.
لهذا لا تأتى أهمية «برة فى الشارع» فقط لأنه شارك فى عدة مهرجانات مهمة كـ «قرطاج» و«برلين»، ولا لأنه عن قصص حقيقية لعدد من العُمال بـ «حلوان»، ولا لأنه يتعرض لقصص الظلم فى المصانع، العنف من الشرطة، المحاكم التى تلفق تهمًا، عدد لا نهائى من قصص فساد واستغلال صاحب العمل، وغيرها من القضايا الآنية حتى هذه اللحظة.
لكن تأتى الأهمية الحقيقية أنه خطوة أخرى كخطوة سبقها قبله التسجيلى الطويل «عن يهود مصر» لـ «أمير رمسيس» فى فكرة عرض فيلم تسجيلى فى دور العرض التجارية، مما يعنى أننا فى انتظار خطوات أخرى لا تقل أهميتها عما سبقها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف