عبد الرحمن فهمى
ذكريات قلم معاصر -يوم الاثنين الاحتفال بصانع النكسة!!
يوم الاثنين القادم 25 أبريل، يوم خرج آخر جندى إسرائيلى من سيناء أسود يوم في تاريخ إسرائيل التى تحلم بأرض الميعاد.. أرض موسى كليم الله عز وجل..
من صاحب هذا النصر الذى كان مستحيلاً كما صوره أذناب عبدالناصر وصحافته والمتحدث باسمه.. صاحب هذا النصر بلا شريك محمد أنور السادات الذى استلهم خطوات مصطفى النحاس فى مفاوضاته مع الإنجليز.. درس مصطفى النحاس سبب فشل عشرات المفاوضات السابقة.. ثم سافر إلى لندن من أجل الغرض الرئيسى من المعاهدة وهى استقلال البلد، وهذا لن يحصل إلا بالتنازلات.. درس التنازلات المقدور عليها والتنازلات المستحيلة.. وافق مصطفى النحاس على كل ما طلبته إنجلترا.. القمح.. مجاناً.. حاضر.. القطن مجاناً.. حاضر..بقاء الامتيازات الأجنبية... حاضر.. رغم غضب الشعب كله، كان ثمن أى مصرى يتم قتله عشرة جنيهات تحكم بها المحاكم المختلطة!! مكان دار القضاء العالى اليوم!!
خروج الجيش المصرى من السودان.. هنا وقف النحاس وقال كلمته التاريخية المشهورة.. «تقطع يدى ولا أفرط فى السودان»!!
لماذا... لماذا فعل النحاس ذلك؟!
لأنه على يقين لو خرج من السودان فلن يعود إليه.. وهو ما حدث مع ثورة عبدالناصر.. فقدنا السودان للأبد.. ولكن الامتيازات الأجنبية كان هناك بعد عام واحد 1937 مؤتمر مونتريه فى مدينة مونتريه لحقوق الإنسان وستنضم مصر لها وتنتهى الامتيازات الأجنبية... لذلك عندما هاجموا النحاس بشدة -حتى الوفديين أنفسهم- لم يرد النحاس علهيم حتى لا نلفت نظر إنجلترا لاشتراكنا فى هذا المؤتمر - القمح والقطن وغيرهما.. ظلت مصر ترسل نصف ما كانت ترسله من قبل مطالبة بحق الفلاحين مرة وبحق الشحن مرة، وهكذا حتى وصلنا إلى تسديد إنجلترا لكل من ثمن القطن والقمح.. ولم تكن إنجلترا تستطيع دفع كل المبلغ، ومن هنا جاءت الأرصدة الإسترلينية التى رفعت سعر الجنيه المصرى إلى أغلى من الجنيه الذهب والجنيه الإسترلينى وبعد تأميم القناة صادرت إنجلترا الأرصدة فكان أول انخفاض لسعر الجنيه!! حتى وصل الآن إلى أسوأ عملة فى الاقتصاد العالمى!!
المهم.. فى النهاية.. كسب مصطفى النحاس ما يريد مقابل تنازلات فى ظاهرها مرعبة وفى الحقيقة ليست تنازلات على وجه الإطلاق..
<<<<<
وهذا ما فعله السادات...
زيارة للقدس بما يؤكد أنها عاصمة إسرائيل.. حاضر.. ولكنها زيارة عابرة فقط دون أى توثيق رسمى!!
يلقى خطاباً فى الكنيست.. حاضر.. هذا يؤكد اعتراف مصر بأن القدس هى عاصمة إسرائيل..ولكن دون أى اتفاق رسمى.
نريد التطبيع.. حاضر.. وتبادلت الزيارات كل أسبوع تقريباً بيجين وموسى ديان.. مرة فى الإسماعيلية ومرة فى القناطر... و... و.. حاضر!! حتى المعاقين العسكريين فى الدولتين تقابلوا كذا مرة.. وسينتهى كل ذلك فيما بعد نريد قنصليات فى بعض المدن... حاضر.. ولم يحدث.. وتم الجلاء.
<<<<
فى النهاية...
الزعيم الخالد ترك البلد محتلة ولا أمل فى الجلاء!!!
والرجل العسكرى السياسى المحنك... المخضرم.. هو الذى قهر العدو وحقق الجلاء والاستقلال!! واسترداد ثلث مصر من الاحتلال!!
ويوم الاثنين القادم... سيتم الاحتفال بصانع النكسة أكثر من الذى أنقذ مصر وأعاد لنا أراضينا!! وسترون!!! حتى الصحف القومية التى أممها عبدالناصر فضاعت وتمت سرقتها ونهبها.. ستحتفل بعبدالناصر يوم الاثنين القادم..والبسوا النظارات لعلكم تستطيعون رؤية صورة جانبية تحتها اسم السادات... إلى متى سنستمر نعيش فى ظل عبدالناصر؟!!