الوفد
علاء عريبى
رؤى- قاعدة أمريكية في تيران
ماذا لو وافقت حكومة المملكة على إقامة قاعدة أمريكية على تيران وصنافير؟
هل سنترك مضيق تيران تحت سيطرة الجيش الأمريكي؟.
نعلم جميعا أن بلدان دول الخليج ارتضت لظروف إقامة قواعد أمريكية عسكرية على أراضيها، وأنها سمحت بهذه القواعد خلال حرب تحرير الكويت، انتهزت الحكومة الأمريكية فرصة استغاثة بلدان الخليج لتحرير الكويت، واشترطت إقامة قواعد عسكرية لشن الحرب منها.
وبالطبع الوضع الذى تمر به المنطقة العربية خلال هذه الأيام يشبه كثيرا الوضع خلال حرب تحرير الكويت، أغلب البلدان العربية منشغلة بحروب أهلية وإرهابية، واشتعال معركة عربية عربية على الأراضي اليمنية، وقلق عربى كبير من مطامع إيرانية فى المنطقة، وتدخل إيران الفعلي فى الشأن الداخلي لبعض البلدان، بقوات أو بأموال، مثل سورية، ولبنان، والعراق، واليمن، إضافة إلى مخاوف العرب من سلاح نووي إيراني. كل هذا قد يدفع بلدان الخليج إلى استغاثات مباشرة أو ضمنية أو احترازية بالإدارة الأمريكية، وبالطبع منطقة خليج العقبة من المناطق الاستراتيجية من الناحية العسكرية، وتعد مفتاحا للسيطرة على منطقة الخليج والشرق الأوسط، كما تعد منفذا للكيان الصهيوني على البحر العربي والمحيط الأطلنطي، لهذا من غير المستبعد أن تطالب الإدارة الأمريكية حكومة المملكة بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على تيران وعلى صنافير، تحت زعم حماية شواطئ المملكة، وهنا سيق البحر الأحمر بالكامل تحت الولاية العسكرية الأمريكية والإسرائيلية، فتتحكم إسرائيل من خلال القوات الأمريكية فى دخول وخروج السفن من البحر الأحمر.
فالمتابع للمنطقة جيدا يعلم أن للجيش الأمريكي قاعدة عسكرية كبيرة في جيبوتي تطل على باب المندب، وبإقامة قاعدة على جزيرة تيران يمكن لهذه القوات التى تمتلك أسلحة عالية التقنية، أن تتحكم فى السفن القادمة من البحر المتوسط عبر قناة السويس، وفى حالة نشوب التوتر فى المنطقة يمكنها إغلاق البحر الأحمر بالكامل، من باب المندب أو من مضيق تيران.
وأظن أن اللقاء الأخير بين وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، وولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض، قد ناقش ما سمي بالمصالح الأمنية بين البلدين، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاجون"فى بيان لها بعد الاجتماع، أنه تناول الأنشطة الإيرانية المثيرة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وسبل مكافحة التطرف العنيف الصادر من جماعات مثل تنظيم داعش. وأكد البيان على لسان كارتر تناوله (ما سمي) بدمج الأنظمة الدفاعية الجوية والصاروخية بالإضافة إلى دعم الدفاعات الفضائية وتعزيز الأمن البحري.
بالطبع للمملكة وغيرها من البلدان الخليجية أن تفكر فى حماية أراضيها ومصالحها، لكن ماذا لو وافقت المملكة على إقامة قواعد عسكرية أمريكية على تيران وصنافير؟، ما هو موقف مصر ساعتها؟، هل سنقبل أن تتحكم الإدارة الأمريكية فى مضيق تيران؟، هل سنكرر خطأ الزعيم أحمد عرابي بترك قناة السويس لتعهدات فرديناند ديليسبس؟.
يذكر أن المملكة السعودية قد اتفقت مع جيبوتي على إقامة قاعدة عسكرية على أراضيها قبالة باب المندب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف