الجمهورية
جلاء جاب اللة
الهزل والعبث .. وقت الجد!!
.. ليست حالة مصرية.. بل يبدو أنها حالة دولية أن تعيش الهزل والعبث في وقت الجد.. بل وفي "عز الجد".. هل هي حالة مقصوده.. أم أنها حالة عرضية.. رضينا بها وارتضينا للهروب من الجد أم أنها جس نبض للجد عن طريق العبث؟
اعتقد أن الاجابات الثلاث سليمة وتنطبق علي ما يحدث محليا واقليميا ودوليا حيث كانت الظاهرة الاساسية في معظم الاحداث هي الهزل والعبث وقت الجد!!
** هذا الصهيوني نتنياهو مثلا.. يعبث وقت الجد فالعالم كله يعاني من الارهاب.. وليس خافيا علي أحد أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين العربية أحد أسباب جذور الارهاب في المنطقة.. فإذا بهذا الصهيوني يعبث.. ويلعب ويجتمع بوزرائه في الجولان السورية العربية ويؤكد انه لن يتخلي عنها..!!
يأتي هذا والأزمة السورية مشتعلة.. ومحاولات البحث عن حلول سياسية في جنيف تعود لنقطة الصفر كلما اقترب المفاوضون من الوصول الي حل.
هذا العبث الصهيوني ليس بريئا بالطبع لكنه هزل محل الجد.. وليس مهما تصريحات أمريكا والمانيا والغرب كله ضد الاحتلال.. فالمهم ان الوضع علي الارض هزلي.. والذين يتحدثون عن حقوق الشعوب.. لم يتحركوا بفعل واحد ضد هذا الصهيوني!!
** الرئيس السوداني البشير أيضا يعبث وقت الجد.. فالحديث في مصر يدور ساخناً حول جزيرتي تيران وصنافير.. فلماذا لا يعبث أيضا بحلايب وشلاتين؟!!
هو يعلم جيدا أنه عبث وهزل.. لكن في شكل الجد ووقت الجد..!!
** علي المستوي المحلي.. نجد الصورة اكثر وضوحا فالعبث كل العبث والهزل كل الهزل في وقت الجد والجديه..!!
هذا أمين شرطة يقتل بائع شاي للخلاف علي 25 قرشاً أو 25 جنيهاً أو أي رقم من الأرقام.. القضية قد تحدث بين أي شخصين في العشوائيات حتي لو كانت تلك العشوائيات في مدينة الرحاب أقصد مدينة الأثرياء..!!
.. العبث كل العبث عندما نجد أمين شرطة لديه سلاح ميري يعبث به في وجه كل من يختلف معه حتي ولو علي ثمن كوب شاي!!
العبث كل العبث أن نجد شرطيا وهو يتحدي الحق والقانون بينما زملاؤه يستشهدون كل يوم دفاعا عن الحق ومن أجل الوطن!!!
انه الهزل والعبث عندما يأتي مثل هذا الشرطي ليعبث بكل تضحيات الشرطة المصرية ويقدم صورة هزلية عبثية عن الشرطي المصري بينما زملاؤه كل يوم يقدمون أرواحهم في رفح والعريش بل وفي كل مدن مصر فداء للوطن وللواجب!!
أي عبث وأي هزل وصل بنا الحال في وقت الجد إلي متي؟
لماذا لم يتم هيكلة الشرطة.. والوقوف وقفة قوية ضد كل من له سجل.. أو هؤلاء الذين عادوا في عهد الإخوان بدون وجه حق لماذا لا نفتح ملفات الخلل ونعيد الهيكلة ولا نترك الحبل علي الغارب لهؤلاء العابثين الذين يسيئون الي الوطن قبل ان يسيئوا الي الشرطة المصرية في وقت تقدم فيه كل يوم أكثر من شهيد..!!!
قضية أمين شرطة الرحاب نموذج حي للعبث والهزل في وقت الجد ويجب ألا تمر مرور الكرام مهما كانت المبررات والاسباب.. لأن هؤلاء العابثين بسمعة اخوانهم وزملائهم شهداء الشرطة ومصابي الشرطة يجب الا نتركهم..!!!
.. ما يحدث في البرلمان المصري مؤخرا.. نوع من الهزل والعبث وقت الجد..!!
عندما تختلط اوراق حرية الرأي وحرية الاعلام مع حرية الفوضي والاساءة.. فهذا هو الهزل بعينه.. وعندما يترك الساده النواب القضية الأساسية للهجوم علي الاعلام فإنهم فعلوا أنه الشئ نفسه الذي انتقدوه!!
ما حدث في احد برامج الفضائيات خطأ..!! ولا مبرر له في ان جاء علي لسان "عروسة" اسمها فاهيتا وما حدث له طريق واحد للحساب هو القضاء!! ولكن أن يستغل بعض النواب هذا الخطأ للهجوم علي الاعلام وتوجيه السهام هنا وهناك فهو نفس الخطأ الذي وقعت فيه فاهيتا!!
لسنا مع التجاوز ومع الاساءة لأحد ولكن مع حرية النقد وحرية الرأي وحرية الاعلام ولايوجد في الدنيا كلها حرية مطلقة.. لأن لكل حرية حدودا.. هذه الحدود طبقا لكل دولة ولكل دستور لها مسمي يناسبها.. فهي المسئولية الاجتماعية هنا.. والحماية الدستورية هناك.. وحماية الاشخاص في مكان آخر المهم ان هناك حدوداً للتعامل مع الاعلام.. لأن السادة النواب بالذات عليهم مسئولية تاريخية في هذه المرحلة لوضع اسس الحرية الاعلامية من خلال قانون الاعلام الموحد الذي سيعرض عليهم خلال ايام.
** ما حدث ايضا بين المخرج الكبير خالد يوسف نائب البرلمان.. وزميله النائب محمد أبوحامد هزل في وقت الجد.. فمن حق كل نائب ان يعارض او يؤيد ولكن بلا حسابات مسبقة او خلافات متعمدة أو إساءة لموقف علي حساب آخر إنه الهزل والعبث في وقت الجد أيضا..!!
** وبمناسبة الحديث في مجلس النواب الموقر اعتقد ان نسبة الغياب عن الجلسات مقابل نسبة الحضور في برامج التوك شو تؤكد أيضا نفس المقولة "الهزل وقت الجد" لان البرلمان في هذه المرحلة يحتاج الي تكثيف الجهود.. واذا كانت برامج "التوك شو" بهذه الاهمية لدي بعض السادة النواب فلماذا لايتم اذاعة الجلسات علي الهواء فهي افضل من كل برامج "التوك شو"..!!؟
درس لبطرس غالي من 40 سنة
ونحن طلبة في كلية الاعلام كان الدكتور بطرس غالي الذي افتقدناه مؤخرا يحاضر لنا مادة "علوم سياسية".. وحكي لنا درسا تلقاه في الوطنية من أحد الساسة الأمريكيين.. حيث كان هذا السياسي معارضاً لحكومة أمريكا في ذلك الوقت.. وعندما شارك هذا السياسي في ندوة حضرها الدكتور بطرس غالي.. قام الدكتور غالي بإعادة آراء هذا السياسي ضد حكومة بلاده مشيرا إلي انه يؤيده في هذه الآراء.. فماذا كان رد السياسي الأمريكي وهو أيضا أكاديمي في العلوم السياسية؟
اعترض السياسي الأمريكي علي الدكتور غالي وقال له: أنا أعارض في بلدي.. ولكن في ندوة مثل هذه انا أمريكي أدافع عن أمريكا وعن دولتي حتي لو كنت معارضا لبعض سياساتها.. وأرفض ان تهاجم بلدي!! حكي لنا الدكتور بطرس غالي ونحن طلبه هذه القصة لكي نعرف ما هو الفارق بين المعارضة في الداخل.. وكيف نصطف جميعا صفا واحداً أمام الخارج.. لأننا نعبر جميعا معارضين ومؤيدين عن مصلحة الوطن!! هذه القصة وهذا الدرس أهديه لبعض السادة الذين قابلوا رئيس فرنسا في السفارة الفرنسية.. ووصل ببعضهم الحال الي التلميح بالمطالبة بمعاقبة مصر بل وتسليح جيش مصر العظيم وكأنهم غضبوا لأن جيشنا بتسليحه الحديث اصبح واحدا من أقوي جيوش العالم أتمني ان تكون الرسالة قد وصلت!!!
همس الروح
الحمد لله
الحمد لمن لايحمد علي مكروه سواه
الحمد لله
علي كل حال.. وكل فرحة.. وكل آه
الحمد لله
رضينا بما كتبه ولا نرجو إلا رضاه
الحمد لله
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف