البديل
حسن شاهين
في ذكرى تأسيس “تمرد”.. حقائق لم تنشر “١”
فى مثل هذه الأيام منذ ثلاث سنوات كنت أول من طرح فكرة اسمها “تمرد” كحملة شعبية لسحب الثقة من الإخوان المسلمين ومن محمد مرسي ممثلها فى حكم مصر والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، ولم ولن يتغير موقفى من تلك المرحلة حتى وإن عاد الزمن مرة أخرى سألك نفس الطريق وسأطرح نفس الفكرة وأعمل عليها.

فى البداية يجب أن أوضح أن تلك الحملة خرجت من رحم حركة وطنية قد نلت شرف الإنضمام إليها، وهى حركة “كفاية” الحركة الأم فى صناعة التغيير والوقوف ضد الفساد والظلم مثلما كان لى شرف التواجد والتجهيز لثورة 25 يناير وشرف قيادة التغيير فى 30 يونيو التى لم ولن ينفصل كلاهما عن الآخر رغم تردي الأوضاع فيما بعد ذلك.

فكانت بداية تفكيرى فى حملة “تمرد” تستهدف الخروج من دائرة العنف والدم التى صاحبت الاحتجاجات ضد الإخوان المسلمين عبر عمل سلمى وعمل جديد من نوعه يهدف إلى التغيير مع الاحتفاظ بالمطلب الرئيسي فى عزلهم عن حكم مصر لما حملته الجماعة من مشروع يختلف مع هوية الوطن وثوابت الدولة الوطنية.

وحين أتت الفكرة لي فى بادئ الأمر طرحتها على قيادات حركة كفاية لإشراكهم معنا فى التحرك والترتيب، لكن شاءت الأقدار أن تكن حملة “تمرد” حملة شعبية فى المقام الأول ومظلة وطنية تجمع كافة قوى الشعب المصرى العظيم وفى القلب منه تياراته الوطنية والقوى السياسية.

وقد بدأت الاعداد لحملة تمرد بعد معركة المقطم مع جماعة الإخوان المسلمين وقيامنا بالتظاهر أمام النائب العام لاستدعائه 21 شاب من القوى الوطنية على إثر الأحداث رغم أنها كانت بمثابة الرد على تلك الجماعة لما قامت به من الاعتداء على فتاة قبلها بأيام قليلة أمام مكتب الإرشاد.

وقمت بالتنسيق وقتها مع محمد عبد العزيز بعد إعدادي رؤية مبدأية كان الهدف منها سحب الثقة من الإخوان المسلمين عن طريق جمع التوقيعات، ثم بدأت أدعو باقي الأصدقاء وقتها للانضمام للحملة مثل محمد عبد العزيز ومحمد هيكل ومصطفى السويسي ومحمود بدر ومحب دوس ووليد المصرى وغيرهم الكثير، وقمت بالاتصال بالدكتور يحيى القزاز أحد قيادات الحركة الوطنية وحركة كفاية، وكان الدكتور يحيى وقتها خارج القاهرة، وشرحت له الفكرة وكان هو صاحب اقتراح وضع هدف الانتخابات الرئاسية المبكرة كهدف رئيسي لما بعد سحب الثقة واقترح علي الذهاب للدكتور محمد عبد الحكم دياب وهو أحد المفكرين الأجلاء فى الحركة الوطنية وقد قمت بالذهاب إليه لعرض الفكرة ونالت الترحيب من الجميع وبدأنا فى طور الإعداد الفعلى والتنسيق لها.

لكن اختلف بعض قيادات حركة كفاية حول عمل الحملة تحت مظلة الحركة بحجة أن البرلمان هو من يسحب الثقة، ولإصرارنا على بدأ العمل انطلقنا كحملة شعبية قوامها الشباب، هذا رغم طرحنا للفكرة على كافة القوى السياسية وقتها، التى اختلفت معنا أيضا وكان مبررها أنه من المستحيل أن تنجح الفكرة وأن “مرسي مش هيمشي بورقة”.

وكان الرد الأبلغ منا هو الإصرار على العمل على نجاح الفكرة والانطلاق وترحيب الشارع المصرى للحملة حاول الكثيرون أن يبعدونا عن المشهد لكي لا نقوده ويتولى أمر الحملة مجموعة أوسع من الشباب، لكننا أصررنا على أن نكون نحن أصحاب العمل؛ لأنها كانت فكرتى فى بداية الأمر مع تطوير الاقتراح من الآخرين، وساعدنى فى ذلك الوقت الأستاذ خالد البلش لمنع اختطاف الحملة ونسبها لأخرين، بعد تواتر المؤشرات على نجاح الحملة، وفتح لنا مقر موقعه الإلكترونى لإقامة أحد المؤتمرات الهامة فى بداية تأسيس الحملة، وكان يتابع معنا لحظة بلحظة تلك الترتيبات.

كان ذلك بداية الانطلاق فى عمل وطنى صادق وخالص فى المقام الأول يهدف إلى التغيير الحقيقي، ومن هنا أؤكد أن حملة تمرد هي صناعة شبابية وطنية خالصة مع التحام شعبى غاضب ضد الإخوان المسلمين رغم كل الأقاويل التى ترددت من تخوين وتشويه صناعة الحدث ونسبه لآخرين، لكن كنا أصحاب الانطلاق والعمل والترتيب .
ودعونى أحدثكم فى المرات القادمة عن شهادة بسيطة أمام الله والتاريخ وضميرى عن هذا العمل الذى كنت أول من بدأته ولم أتكسب من وراءه منصب أو مال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف