آخر ساعة
طارق فودة
مع الدنيا .. واعتصموا بحبل الله جميعا.. ولاتفرقوا..
علي أرض مصر الآن: قضايا تثار ولا مبرر لها.. نعم لا مبرر لإثارتها إلا من أجل الفُرقة والتشاحن والخصام والاقتتال.. نعم من أجل أن نقضي أوقاتنا.. في كون هذا حقا..وهذا باطلا.. هذا يجب.. وهذا لايجب.. باختصار: كلام.. كلام.. كلام.. وهذا ما يفرق الأمم.. يحولهم إلي فرق متشاحنة.. لايجعل منهم أمة متحدة تعمل جميعا دوما من أجل المستقبل.. نعم من حقنا أن نسأل.. وليس من حقنا أن نتشاحن.. من حقنا أن نتحد علي معرفة الحقيقة.. وليس من حقنا أن نشكك في كل شيء وقبل أن نعرف..
ومن هنا كان قول الله سبحانه وتعالي «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ» وأيضا: «وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» وكلام كثير كثير ـ كله ضد الخلاف والجدل.
ولنترك هذا سريعا لننتقل إلي قول الرئيس السيسي لشباب مصر.. وكيف أتاحت له الثورة.. ــ ثورة الثلاثين من يونيو ــ دخول مجلس النواب بأعداد لم يكن يحلم بها من قبل وإتاحة الفرص أمامه للعمل من أجل مصر ومستقبل مصر.. وها نحن أمام واحد من أهم المهام التي يجب أن يدخل إليها وفيها شباب: المجالس المحلية ـ المنتشرة بكثرة علي أرض مصر.. في كل مدنها وقراها.. ونجوعها وأراضيها.. وحجم إصابة كل هذه المراكز بداء الفساد الذي استشري وأصبح ينخر كالسوس في عظام مصر.. فيأكل أرزاقها بالباطل ولا نستطيع ببساطة أن نفيق منه ـ فنعمل من أجل وقفه والحفاظ علي حصاد البلد قبل أن يأكله الفاسدون فلا يبقي من أرزاق هذا البلد لأبناء مصر أي شيء، نعم هذا الذي يجب أن نتوجه إليه أن نحب مصر ومستقبل مصر ونحفظ لأبنائنا حق هذه الأرض قبل أن تضيع .. أليس هذا أفضل كثيرا من خلافاتنا وأسئلتنا التي لن تأتينا إلا بكل الضياع وهذا الخراب؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف