المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. دمنهور والحلم
لست من المشجعين ضيقي الأفق. ولا علاقة لي بالتعصب من قريب ولا بعيد. وعلي الرغم من أن بداياتي في بلاط صاحبة الجلالة كانت من باب الرياضة وعلي الرغم مما حققته فيها من جوائز ومكانة إلا أن الرياضة عامة كانت في مرتبة متأخرة عن اهتمامات أخري. وفرضتها عليّ في البداية الظروف التي تجبرنا علي حب ما نعمل حتي نعمل ما نحب.
كل ذلك لا علاقة له بما يحدث اليوم وتحديداً مباراة دمنهور بلدي مع طنطا. الفاصلة في تحديد المتأهل منهما إلي الدوري الممتاز وهي المباراة الثانية. بعد الخسارة التي الحقها طنطا بدمنهور بهدف نظيف في اللقاء الأول الذي جري بطنطا.
أسكن في دمنهور ببيت يطل علي النادي وعلي الاستاد.. فأعيش فيهما تقريباً ويعيشان كما دمنهور بداخلي. وحولهما وفي رحابهما ألتقي بالأحباب والأصدقاء ومعظمهم من رواد النادي ورموزه ولي بينهم اخوة مقربون تربطني بهم سنوات طويلة تشكلت في أيام البراءة والتحدي والذكريات ولكل منهم مذاقه وذائقته الخاصة. بداية من المهندس سعيد قريطم الرئيس التاريخي في مسيرة نادي دمنهور ومروراً بالمستشار محمود المسيري الذي اختلفت معه. واتفقنا سوياً علي الود والاحترام والمحاسب مجدي عطية صاحب الاطلالة المميزة وانتهاء بالكابتن إيهاب عبدالله رئيس النادي الحالي صاحب البصمة التي لا تنكر.
ومن رموز النادي. يبرز اسم الكابتن محمود القزاز الذي يختزل عندي أصالة ووفاء وعرفان دمنهور وخميس بركات مدير الكرة الحالي. والدكتور أحمد عاشور عنوان اللياقة والذوق والأدب. والكابتن محمد فوزي الذي لم تغيره السنين وثابر علي مبادئه وكفاحه.
أما الكابتن صفاء رجب المدير الفني الحالي لدمنهور. فيبقي بشهادة الجميع. الشخصية التي لا يختلف عليها اثنان.. نبع اصيل ورائق للحياء والصمت والمحبة لكل الناس واحياناً اشعر ان حالة التوفيق التي رافقت الفريق حتي الآن انما هي تتويج لعطاء وصبر صفاء رجب الذي اختاروه لمهمة مؤقتة فانتقل من نصر إلي نصر. واسكت كل الألسنة التي لم تفكر أصلا في النيل من صفاء ونقاء وأدب الكابتن صفاء رجب.
كثيرون من احبهم في النادي ومن تربطني بهم علاقات شديدة الحميمية ولست في معرض تعديد الاسماء فهم ادري بما أكن لهم وللنادي ولبلدي التي اعشقها وأدرك ماذا قد يفعل بها الفوز اليوم. والصعود إلي الممتاز لو أراد الله وتحقق.
اليوم اكتب رسالتي إلي الكابتن صفاء رجب. ولكل اللاعبين الابطال الذين معه. ولجهازه الفني والاداري ليعلموا ان ما حققوه حتي الآن ليس هيناً وليدركوا انهم منحوني وكثيرين معي. ليالي من الفرحة والنشوة والضوء وأيا كانت النتيجة اليوم. ستظلون عنوانا للفرحة وللعطاء والتجرد. فقد خضتم موسماً صعباً ومرهقاً وتجولتم بحلمنا بين المدن تدافعون عنه وسط ظروف قاسية وامكانيات ضئيلة لكنكم تحليتم بالتجرد وانكار الذات وفعلتم ما عجزت عنه فرق كبيرة. انفقت الملايين ولم تحقق ما حققتموه.
اليوم.. كل دمنهور خلفكم.. حتي المثابر يسري رحومة كبير المشجعين غادر سرير المرض العضال قسراً وجاء ليهتف لكم. وسافر الوفي سعيد لطفي ليبيت ليلته في دمنهور حتي يكون معكم.. اليوم يصحو الكثيرون لصباح لم يناموا ليلته. وأيا كانت النتيجة لن ننسي ما فعلتم من أجل البحيرة.. كل ما نريده ان تؤدوا أداء الرجال. وسنقبل بالنتيجة في كل حال.
اليوم.. سأشرع نوافذ الحلم في بيتي وفي قلبي وسأنتظر في المساء اغنية وفرحة تضيء شوارع بلدي. وهتافات تطوف الشوارع تغني للموج الأزرق. وأيا كانت النتيجة ستظلون "أغلي الرجال".
** ما قبل الصباح:
ـ الأحلام.. قطار لا يتوقف.. وفي دمنهور هناك محطة إجبارية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف