المساء
محمد جبريل
ع البحري .. طهران داعمة للإرهاب
عندما تجمع القمة الإسلامية "50 عضوا" علي إدانة تدخلات إيران في الشئون الداخلية لدول المنطقة. واستمرار دعمها للإرهاب. فإن أول ما توجبه هذه الإدانة علي المسئولين الإيرانيين أن يراجعوا نهجهم السياسي. وما يدره من إساءات بالغة للعلاقات بين طهران وعواصم المنطقة.
قيام الثورة الإسلامية في 1979 أحدث ردود أفعال ايجابية في الأوساط الشعبية العربية بعامة. وفي الأوساط المثقفة بخاصة.
أذكر الحوار المطول الذي أجراه الصحفي الراحل محمد جلال كشك في طهران مع الزعيم الروحي آية الله الخميني.. أعلن الإمام قلب صفحة معارضة الشاه للحق العربي في الكثير من القضايا. وفي مقدمتها دعم علاقاته بإسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية.
واستضاف الإمام الخميني استاذنا محمد حسنين هيكل في حوار مطول. لم يخرج مضمونه عن المعاني الواعدة التي تناولها حوار الخميني مع جلال كشك. وحتي أيامه الأخيرة كان هيكل يستعيد ذلك الحوار. ويجد فيه مؤشرا لضرورة توثيق العلاقات بين الأقطار العربية وإيران.. أهمل هيكل ما طرأ من ظواهر سلبية. كان لطهران - للأسف - دور كبير في نشوئها. وتفاقمها.
لقد فتحت الثورة الوليدة صفحة جديدة. أهم ما تضمنته مناصرة الشعب العربي في فلسطين. وتحويل مبني السفارة الإسرائيلية في طهران إلي سفارة لدولة فلسطين. وخرجت المظاهرات الهاتفة بالموت لإسرائيل. لكن الصفحات داخلها - فيما بعد - تشوهات رفضها الشعب العربي. أخطرها إصرار حكم الثورة الإيرانية علي استمرار استيلاء بلاده علي جزر الإمارات الثلاث: طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي.
ثم اتسع حجم التوسع الإيراني من خلال تصدير الثورة. وكان أخطر ما يحمله المعني تصدير المذهب الشيعي إلي مناطق تدين بالسنة.. ورغم إيمان الغالبية العظمي من المسلمين بمذاهب أهل السنة. فإن حب آل البيت في غير حاجة إلي تأكيد بواسطة مذهب يفرض المغايرة التي أحدثت في الوطن العربي. بل في العالم الإسلامي. تأثيرات خطيرة. فهي لم تقتصر علي الدعوة الدينية. بل تجاوزتها إلي تدبير القلاقل والانقسامات والتدخل في الشئون الداخلية للدول. وتحويل المذهب الشيعي من مجال الدين إلي تعظيم الفارسية كعرق. والسعي لفرض سيطرة إيران وسيادتها علي المنطقة العربية. في تجاوز غريب للعيش المشترك بين السنة والشيعة - عبر مئات السنين - في العديد من الأقطار العربية والإسلامية.
جعلت طهران الخصومة محورا لسياستها. دون تنبه إلي خطورة النتائج علي النسيج الاجتماعي. بل والدين بين أبناء الوطن الواحد. بما يعطي الفرصة للعدو المشترك - إن سلمنا باقتصار ولاة الأمر في طهران علي الدعوة الشيعية - ان يصيد في المياه العكرة. ويحارب الإسلام بأيدي أبنائه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف