علمتنا التجارب أن المواقف الصعبة في كرة القدم لا يحسمها إلا النجوم أصحاب المهارات الخاصة والموهبة المتميزة.. وكان النادي الأهلي وجماهيره علي موعد مع السعادة بقيادة عبدالله السعيد الذي سدد ضربة رأس صاروخية نموذجية رائعة سكنت شباك حارس مرمي يانج التنزاني في الدقيقة الاخيرة من الوقت بدل الضائع معلنة صعود الشياطين الحمر لدوري المجموعات بعد أن أحسن السعيد استثمار التمريرة العرضية السحرية للحاوي وليد سليمان وكان من الطبيعي ان تسود جماهير الاهلي التي ملأت استاد برج العرب ولاعبي الاهلي وجهازهم الفني بقيادة الهولندي ماكليش مارتن يول فرحة هيسترية بعد هدف السعيد القاتل الذي حسم اللقاء بفوز مستحق للأهلي 2/1 وبمجموع المباراتين 3/2 ولابد أن نتفق هذا الفوز جاء بعد ولادة قيصرية متعثرة وهو ما يفسر لنا سر تلك الفرحة الهستيرية والسعادة الغامرة التي انتابت الجميع.. فالبطل التنزاني فاجأ كل المتابعين ونجوم الأهلي ومدربهم يول وجماهيرهم بتقديم عرض قوي وأداء خططي رفيع المستوي وقدرة عالية علي تحقيق التوازن بين عمليتي الدفاع والهجوم نتيجة لامتلاك لاعبيه معدلات سرعة في الانطلاق واللياقة البدنية عالية للغاية وهو ما ساهم في نجاحهم في الضغط في نصف ملعبهم وعلي الكرة بأكثر من لاعب فأفسدوا هجمات الأهلي وقضوا علي محاولات نجومه في اختراق دفاعاتهم والوصول لمرماهم.. وفي الوقت نفسه أجاد البطل التنزاني تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة الخاطفة بمهارة وسرعة شكلت خطورة علي مرمي الأهلي وحتي عندما نجح القائد وصانع ألعاب الشياطين الحمر وأحد نجوم اللقاء مع عبدالله السعيد وأحمد فتحي في تسجيل هدف السبق في الشوط الثاني بضربة رأس نموذجية فاجأنا البطل التنزاني بقيادة نجوما بإحراز هدف التعادل بعد هجمة منظمة رائعة تعكس مدي وقوة وصلابة هذا الفريق وخطورته وتفوقه علي نفسه عندما ظهر به في مباراة الذهاب ولكن كانت لتغييرات الهولندي يول مفعول السحر بالدفع بوليد سليمان وايفونا في اضفاء المزيد من السرعة والخطورة علي هجمات الاهلي التي تحولت لسلسلة من الموجات المتلاحقة بحثا عن هدف الانقاذ والخلاص وفض الاشتباك لتجنب اللجوء لضربات الحظ الترجيحية حتي كللت جهود نجوم الأهلي بالنجاح فقد استحقوا الفوز عن جدارة لأنهم كانوا الأفضل والأخطر والأحق باللحاق بمنافسه التقليدي الزمالك في دوري المجموعات لبطولة الملايين الافريقية التي يحمل نجوم الأهلي الرقم القياسي بالفوز بها 8 مرات يليهم زمالك الاحلام "5" بطولات ليصبح قطبا الكرة المصرية هما المرشح الاقوي للتتويج بكأس هذه البطولة الغالية كونها المؤهلة لبطولة كأس العالم للأندية ابطال القارات.. وإذا كان الاهلي يستحق أن نقول له مبروك التأهل مع الزمالك.. فإن نادي المقاصة يستحق كل التهنئة والتقدير بعد نجاحه في تخطي قسنطينة الجزائري وتحويل خسارته في مباراة الذهاب إلي فوز كبير باستاد الفيوم 3/1 ويحسب لنجوم المقاصة تلك الروح القتالية والاصرار علي الفوز حتي الثواني الأخيرة من اللقاء بعد أن نجح بطل الجزائر في تقليص النتيجة إلي 2/1 وكان هذا يعني خروج المقاصة ولكن ثقة نجوم المقاصة في امكانياتهم وقناعتهم بأن كرة القدم لا تعرف المستحيل قادتهم لتسجيل محمد جابر ميدو هدف الصعود الثالث والقاتل للحلم الجزائري ليثبت نجوم المقاصة انهم عازمون بقيادة مدربهم ايهاب جلال علي الذهاب لأبعد مدي في الادغال الافريقية.