لا اجد وصفاً دقيقاً لهذه الوزارة سوي انها "خرابة التربية والتعليم".. لا تربية ولا تعليم ولا أي شيء نهائيا.. وانا هنا لا اهاجم احداً بعينه ولا اشخصن القضية بل انتقد سياسات تراكمية خربت الوزارة واوصلتها إلي ما هي عليه الآن.
فعندما يتفشي الفساد المالي في العديد من الادارات التعليمية.. تنهب الأموال جهاراً نهاراً وبفجور منقطع النظير ويتبجح اللصوص ويزعمون انهم مسنودون لبث الرعب في النفوس فلابد من القبض عليهم قبل ان يهربوا بما سرقوه ومحاكمتهم جنائياً واسترداد ما نهبوه وتجريسهم حتي يكونوا عبرة لكل من يفكر في نهب المال العام.
وعندما يتفشي الفساد الاداري في نفس الادارات وغيرها وتتم "الطرمخة" علي السرقات والتنكيل بكل صوت يعلو أو يحاول كشف المستور فلابد من حماية الشهود ومحاسبة كل من تغاضي عن وقائع النهب والاضطهاد ضد الخصوم وكون خلايا فساد عنقودية.
في الحالتين.. احمد الله ان بدأت جرائم الفساد المالي والاداري تتكشف بعد ان فاحت رائحة العفن في هذه الادارات وقد احيل بعضها فعلا الي النيابات المختصة ويقيني ان الوزير الجديد محب الرافعي لديه اصرار علي رفع تلال هذه القمامة التي عششت فيها علي مدي سنوات الثعابين والعقارب وكل الزواحف السامة في العديد من الادارات التعليمية.
وعندما يفخخ الاخوان اثناء حكمهم كل المناهج التعليمية التي يدرسها اولادنا بالمدارس لتساير فكرهم الارهابي فلا مناص من ثورة شاملة لغربلة هذه المناهج الملغومة.. والحمد لله ان قاد الوزير الجديد هذه الثورة وقرر حذف دروس بأكملها واجراء من دروس اخري في منهج اللغة العربية بكافة مراحل التعليم من اولي ابتدائي حتي ثالثة ثانوي وكلها تحرض علي العنف والارهاب.. ارأيتم المصيبة والكارثة التي كنا فيها..؟؟ عقبال باقي المناهج.
وعندما تتوالي كوارث سقوط بوابات المدارس علي اولادنا فيسقط بعضهم بين قتيل وجريح.. وعندما تتصاعد جرائم ضرب المدرسين للطلبة فيموت البعض مثلما حدث للطالب اسلام بالسيدة زينب نتيجة ضربة عصا علي رأسه من مدرس. ويصاب آخر بنزيف داخلي بعد ان ضربه مدرس بسوهاج. أو تعرض ثالث للجلد علي ظهره بخرطوم من مدرس بنفس المحافظة وغيرها من الوقائع الاجرامية ثم لاتتخذ الادارات سوي تحقيق اداري مع النظار ونقل المدرسين المجرمين الي اعمال ادارية فان هذا يعد تهريجا.. صحيح ان مدرس السيدة زينب احيل للنيابة ولكن اعتقد انه من الضروري ايضا تغيير اللوائح لتكون العقوبة هي "الفصل" من الخدمة وليس النقل الذي هو بمثابة "طبطبة" مرفوضة.
مدارسنا للأسف لاتربي ولا تعلم بل تخرج مفلتين وعدوانيين وجهلة في ظل مدرسين الكثير منهم لايهتمون الا بالدروس الخصوصية والبعض اما انهم غير تربويين يتسمون بالعنف أو لهم ايديولوجيات مدمرة.. والادارات التي هي رمانة الميزان للعملية التعليمية اغلبها يفتقد الانضباط والمتابعة الدائمة والمحاسبة الفورية الرادعة.. وبالتالي تحولت الوزارة الي خرابة.
وحتي لايفهمني احد خطأ فان الوزارة ليست هي الديوان العام فقط.. بل الأهم وهو ما اعنيه ادارات المحافظات التي تتبعها ادارات الاحياء والمدارس المنتشرة في ربوع مصر.. والوزير محب الرافعي عليه ان يغير الواقع المأساوي الذي ذكرته ويحول "الخرابة" الي وزارة للتربية السليمة والتعليم الصحيح.
الوزير بدأ أولي خطوات رحلة الألف ميل بحذف الدروس المفخخة من المناهج.. ولكن المشوار مازال طويلا جدا وعليه ان يحذر المتسلقين والمغرضين من اصحاب المصالح واعداء النجاح.
** عيدك يا أمي:
حملتني في بطنها تسعة أشهر بكل مافيها من الم واجهاد ومعاناة.. كم صرخت وتعذبت من الام المخاض.. وكم سهرت وانا نائم أو مريض.. وكم تابعتني بكل الحب والعناية والرعاية عاما بعد اخر.. كم فرحت لنجاحاتي وصعودي وبكت من قلبها قبل عينيها لاخفاقاتي وانكساراتي وكأنها هي التي نجحت وهي التي اخفقت وانكسرت.
كم.. وكم.. وكم.. وبعد كل هذا يأتي المنغلقون وخوارج العصر وعشاق الكآبة ويحرمون علينا الاحتفال بأمهاتنا يوما في السنة ويقولون ان "عيد الأم" بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. نار تحرق عقولكم العفنة.
اليوم عيدك يا أمي.. كل سنة وانت طيبة وبألف خير وسلام يامن اعطيتي قبلة الحياة.. وادعوك ربي ان تمد في عمر كل ام علي قيد الحياة وتمنحها الصحة والعافية.. وان ترحم كل ام غادرت دنيانا رحمة واسعة وان تلحقنا بها علي خير في الفردوس الأعلي برحمتك يا أرحم الراحمين.