هذا اللحن الذي يتغنى به العالم العربي طوال هذه السنوات الطويلة بأصوات عظيمة كقيثارة الشرق فيروز وما يحمله هذا اللحن من شجن وكلمات رائعة: زوروني كل سنة مرة.. حرام تنسوني بالمرة.
إذا تغنى به أي مطرب سواء كان مشهوراً أو مبتدأَ يجد استحساناً عظيماً من جمهور المستمعين ولكن هل يتخيل أي عاقل أن تكون هذه الكلمات وهذا اللحن لجذب السياحة في مصر!.
من المؤكد أنه قد تم صرف مئات الآلاف من الجنيهات على تصوير وتنفيذ هذه اللحن للدعاية لمصرنا الحبيبة التي كان الناس يتسابقون لزيارتها.. لا أن نتسول أن يأتي إليها الناس ولو مرة واحدة في السنة!
والملاحظة الغريبة أن استعمال اللحن وتصويره للترويج للسياحة تم بدون الإشارة إلى صاحب اللحن الأصلى الفنان سيد درويش ليزيد الخطأ..فالاختيار ليس فى موضعه..واللحن لم يُنسب لصاحبه!
من الذي اختار هذه الفكرة المهينة لمصرنا الحبيبة التي بها ثلث آثار العالم لنترجى الزيارة ولو مرة واحدة في السنة.. الدولة تدعم السياحة ووزارة الخارجية بملايين الملايين فهل يتم استثمار هذه الأموال بما يدر أرباحاً على هذه الدولة التي لم تبخل بهذا الدعم المتواصل للسياحة رغم الظروف الطاحنة؟!.
هل تتم محاسبة المسئولين الذين لم يحققوا شيئاً رغم هذا الدعم المالي الضخم؟.. هل هناك رؤية مستقبلية يتم تحديدها من أكبر الكفاءات الموجودة في مصر والعالم ليتم تنفيذ هذه الرؤى من خلال المسئولين الذين يحاسبون إن قصروا أو يكافأون إن أجادوا وحققوا لمصر ما نحلم به.
إن لم يكن هناك ثواب وعقاب فلن يرتدع الفاسد ولن يبدع المجتهد لأنه يتساوى مع الفاسد والكسول والخائن الذي يبذل قصارى جهده لتحطيم أحلام هذا الشعب في ظل غياب تفعيل القوانين التي تحكم هذا العمل الذي يدر المليارات على كثير من الدول التي تفتقر إلى ما نمتلكه من إمكانيات وحضارة وآثار لو كانت في أي بلد آخر لحققت ثراءً لم يسبق له مثيل لهذه الدولة.
في ظل تبرع رئيس الجمهورية بنصف مرتبه كنموذج يحتذى به في كل مؤسسات الدولة هل يعلم أحد رواتب وبدلات من دمروا السياحة في مصر بأفكارهم العقيمة وهم في الأصل يتقاضون هذه الملايين وبعضهم رواتبهم بالعملة الصعبة في كثير من الدول لترويج السياحة!.
كفانا تعتيماً على هذا الفساد ولتعلن مصر عن ثورة تصحيح للمسار الذي طال انتظاره ولنرفع جميعا شعار "مصرنا وطننا.. سعدها أملنا".. هذا الأمل لن يتحقق إلا بالعدل في تكريم المجتهدين والمبدعين بحق ومعاقبة كل من يخون الثقة والأمانة خاصة في ظل هذه المؤامرات التي تزداد يوماً بعد يوم.. مصر يا أم العجايب.. شعبك أصيل والخصم عايب.. خلي بالك م الحبايب.. دولا أنصار القضية.