التحرير
أحمد شمس الدين
أبدًا لن تسقط مصر.. ولكن!
أرجو ألا تنتظر أي أسباب منطقية أو استنتاجات علمية قد أكون بنيت عليها عنوان هذا المقال، فليس لديَّ هذا ولا ذاك...
نعم، أعلم بحكم عملي مقدار الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، وأعتقد بحكم دراستي بأن الأسوأ لم يأت بعد، وأسمع من بعيد قرع الطبول الكئيب، كطبول حرب أوشكت على الاشتعال، وأتظاهر بضعف السمع، فلعلها دقات عازف فاشل ظن في نفسه موهبة، أو لعلها دقات قلب أُم اعتصر شوقًا إلى ابنها على الحدود.


لا أدري على ماذا تراهن مصر وقد رأيت فيما رأيت تحالفات إقليمية هشة بدت كغثاء سيل بعد أن اجترفتها أمواج الطائفية المقيتة والتعصب البغيض. تمنيت لو أني حقا جاهل بالأمر أو كما قال لي أحدهم أمس، لا تفتي فيما لا تفقه، فأنت لا تعلم وهم يعلمون.
أري سباق الأفاقين والمحتالين والسبابين اللعانين على جميع الموائد... وأتساءل في بلاهة، كيف تسع هذه الأرض الطيبة حملة المباخر والمنافقين في السراء والضراء وحين البأس، وتأبى أن تسع شبابًا كفر بكتابه وآمن بالصدق، فأصاب قليلًا وأخطأ كثيرًا.
هل أتاك حَدِيث بَعْض ساكني القصور وهم يتبادلون الخبرات في حماية الممتلكات وإخراج الأموال بأي ثمن؟ لا أدري أطال عليهم الأمد ففقدوا الأمل؟ أم يَرَوْن من خلف أسوارهم ما لا يري الآخرون؟
و لكني والله ما أظن أن تسقط مصر أبدًا.
أرأيت ذلك الشيخ الكبير عمرًا و مقامًا وهو يجوب بعكازه وسط القاهرة أمس رافعًا لافتة "أبدًا لن تسقط مصر؟" انظر إلى صورته، أليس هو والد الجندي شهيد سيناء؟ ثم ارجع البصر، ألا يشبه والد ذلك الفتى المحبوس بقانون التظاهر؟ نعم كأنه يتراءى في صور متعددة.
لو كنت من صانعي القرار لراهنت على هذا الرجل... هو من دفع فاتورة الحرب والسلم، وهو مَن عاصر الاشتراكية في الستينيات والانفتاح في السبعينيات وظل صابرًا على البلاء... وهو من سيدفع فاتورة الغلاء القادم، وكلما اشتد عليه البلاء رفع يديه متضرعًا إلى الله أن لا تسقط مصر... والله لن تسقط مصر إكرامًا لهذا الرجل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف