المساء
يسرى حسان
أي حاجة .. الأهلي نفس النظام
لاحظت حضرتك أن الأهلي في مباراته أمس الأول أمام يانج أفريكانز التنزاني في بطولة الأندية الأفريقية. بدا وكأنه في نزهة. وظن أن مهمته سهلة. معتمدا علي شبه الانجاز الذي حققه في مباراة الذهاب بالتعادل الايجابي 1-1.
الأهلي اطمأن إلي قدرته علي مواجهة التحديات مادام وسط رجاله /جمهوره الذي يشجعه بحماس منقطع النظير. لم يحسن اللعب. وجاء أداؤه بليدا. وتمريراته إما مقطوعة أو طائشة.
عندما أحرز الأهلي هدفه الأول اعتبر أن الأمور منتهية أصلا. لم يحرص علي إحراز هدف الاطمئنان. ولم يحرص حتي علي إرضاء جمهوره. وإمتاعه. وإقناعه بأنه كان جمهورا واعيا عندما وضع ثقته فيه.
ارتبك الأهلي. وكاد يضيع تماما. عندما أحرز يانج هدف التعادل. بسبب تراخي اللاعبين وثقتهم الزائدة التي لم تكن في محلها.
كان الجمهور إلي جواري علي المقهي يغلي. وبمرور الوقت بدأ يسب ويعلن في الكوتش واللاعبين. ويتساءل لماذا لا يحرص الأهلي علي التغيير المبكر بعد أن اكتشف أخطاء وثغرات قاتلة في فريقه. ولماذا لا يحرص علي تغيير طريقة لعبه بعد أن جربها وفشلت. ولماذا لا يستبدل بلاعب خارج الفورمة أو ليس لديه إحساس بالمسئولية. لاعبا آخر أكثر جاهزية؟
نفس الجمهور الذي كان يسب ويلعن. بعد أن كاد ييأس من تحسن الأداء وتحقيق الفوز. هو الذي هتف بفرح ومحبة لفريقه عندما أحرز هدف الحسم. هو لا يكن عداء لفريقه. ويرجو له كل الخير. لأن الهدف واحد هو تخطي الصعاب وحسم المواجهات وتحقيق النصر.
لماذا تتأخر الفرق تبعنا في إجراء التغيير في توقيته المناسب. ولماذا إذا أجرته تجريه قبل نهاية المباراة بدقائق فيكون مثل عدمه. ولماذا لا تدرك أنها إذا خذلت جمهورها الذي يشجعها. فسوف يثور عليها ويطالب بعزل الكوتش والاستغناء عن اللاعبين أصحاب الأداء السيئ.
أي جمهور اختار أن يشجع فريقا. لابد أنه مقتنع به ويري فيه الفريق الجدير بالتشجيع. وعندما يغضب هذا الجمهور علي فريقه وينتقده بعنف لسوء أدائه. فهو لا يفعل ذلك بتحريض من فريق معاد أو حتي منافس. يفعله من موقع الحريص علي فريقه الذي اختاره بمحض إرادته. بدليل أنه بعد الهجوم والانتقاد والسب واللعن يعود ليهتف له ويحمله علي الأعناق بمجرد إحراز هدف أو حتي بمجرد أن يلعبها بحرفنة.
هاجمنا الأهلي بعنف ونال الكوتش واللاعبون ما نالوه من سب ولعن. ثم هتفنا للجميع بعد إحراز الهدف.. متي يفهم كل من يلعب كرة أو سياسة. أن من حق جمهوره عليه. مادام اختاره بمحض إرادته. أن ينتقده وبعنف إذا ساء أداؤه. لأنه. هو نفسه. الذي سيحمله علي الأعناق عندما يؤدي بحرفنة حتي لو لم يحرز بطولات عظيمة. وهو أيضا نفس الجمهور الذي سيطالب بتغيير الكوتش ولاعبيه إذا استمروا علي نفس الأداء السيئ.. الجمهور نفسه في هدف حتي لو جاء في الوقت بدل الضائع.. أو علي الأقل نفسه في أداء جيد ولعب نظيف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف