المساء
عصام سليمان
بالعقل - حتي نقطف ثمار النجاح !
توقفت طويلاً أمام استفسار بعض المستثمرين خلال فعاليات المؤتمر الاقتصادي للمسئولين عندنا حيث قالوا: هل لديكم العمالة المدربة لتنفيذ التعاقدات والاتفاقات التي تمت أو سنحتاج إلي جلب هذه العمالة لانجاز المشروعات الجديدة في المواعيد المحددة والتي طلبتها القيادة السياسية لتحقيق القفزة المطلوبة في الاقتصاد المصري الذي يعاني ويحتاج إلي العمل الجاد علي كل الأصعدة لتحقيق طموح التنمية والانطلاق للمستقبل!!
كلنا نعرف أن لدينا طاقة بشرية هائلة.. كما أننا نعاني من بطالة بلغت أكثر من 13.3 من الشبان والفتيات.. وأن هناك اختلالات في توفير احتياجات سوق العمل من العمالة المدربة والماهرة بدليل أن عدداً من مصانع الغزل والنسيج كانت تستجلب عمالة آسيوية لتعويض العجز في العمالة الماهرة التي تحتاج اليها ولا تجدها.. الأمر نفسه يعاني منه المجال الزراعي الذي يحتاج إلي أيد عاملة ولا يجدها.. رغم أن هذه المهن تستخدم عمالة كثيفة يمكن ان تحل جانبا من البطالة التي نشكو منها لو غيرنا ثقافتنا في النظرة إلي من يعمل بيديه مقارنة بمن يجلس علي المكتب حتي ولو كان بطالة مقنعة!!
هذه مجرد نماذج فاذا اضفنا اليها مجالات الانتاج الجديدة بعد نجاح المؤتمر الاقتصادي فإن الأمر يتطلب وبسرعة الاهتمام باعداد عمالة مدربة في كل المجالات التي يحتاج اليها سوق العمل اليوم وغدا.
ولا يكفي ان ننشئ وزارة للتعليم الفني والتدريب وكفي.. لكن يجب ان تقوم هذه الوزارة فوراً باعداد خطة مستقبلية لتخريج جيل مؤهل تماما من خلال ورش التدريب والاعداد الفني داخل المدارس والمعاهد وأيضا من خلال عقد اتفاقيات التعاون مع مصانع القطاع الخاص والعام علي حد سواء.
كما يجب ان نفعل دور مراكز التدريب التابعة للدولة في وزارات القوي العاملة والشباب والتضامن والصناعة لإعادة تأهيل الطاقات المعطلة.. وأن يكون هذا الأمر بمثابة مشروع قومي نوفر له كل الامكانات ونتابعة بدقة وصرامة ليحقق الهدف طبقا لاحتياجات السوق من المهن المختلفة.
يتزامن مع ذلك اعداد حصر شامل بالاحتياجات المطلوبة في كل قطاع وربط التعليم والتدريب بهذه الاحتياجات.
كما يتطلب الأمر تعميق ثقافة العمل وارتداء "عفريته" الانتاج بعيدا عن الرغبة في الجلوس علي المكاتب حتي ولو كنا بطالة مقنعة داخل دواوين الحكومة ومواقع الانتاج.
تأهيل الشباب واعداده لا يمكن ان يكون مجرد كلام وتصريحات " وشو إعلامي " .. بل يحتاج الأمر إلي اجراءات علي أرض الواقع لحشد الشباب مستقبل الوطن في الاتجاه الصحيح.
مطلوب أيضا تطوير الجهاز الاداري في الدولة ليواكب المتغيرات والنجاح الهائل الذي حققه المؤتمر الاقتصادي. .كما تحتاج إلي تشريعات حاسمة تواجه الفساد وتعاقب المخطئ وتمنع الروتين والبيرقراطية لنقطف جميعا ثمار النجاح من خلال العمل الدءوب لكل المصريين حكاما ومحكومين .. فهل نفعل؟!
أتمني
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف