المساء
عبد المنعم السلمونى
حروف متحركة - عصر "الحمار الطائر"
لم تعد العوائق الطبيعية كالجبال والبحار وغيرها تشكل عائقاً أمام الإنسان حينما يريد التغلب عليها وقهرها!!
ولا يمكن انكار الحاجة لتغيير البنية التحتية في افريقيا. فالقارة تشهد نموا اقتصاديا وتحتاج إلي خطوط نقل أفضل. تربط المدن ومواقع الانتاج والاستهلاك والموانيء لكن إنشاء شبكات الطرق وخطوط السكة الحديد مسألة صعبة ومكلفة في مناطق الغابات والمستنقعات والتضاريس الوعرة. حيث تتسبب الأمطار الدائمة بالمناطق الاستوائية في انهيار التربة وتدمير الطرق والسكك الحديدية.
وتحتاج افريقيا لانفاق 38 مليار دولار سنوياً علي البنية الأساسية و37 ملياراً أخري للتشغيل والصيانة للحفاظ علي معدلات النمو الحالية. فما الحل؟
هل يكون الحل في استخدام الطائرات بدون طيار للنقل أو "الحمير الطائرة" حسبما سماها أحد الفلاحين الكينيين؟
هناك مشروع تكنولوجي يسمي أفروتك. أقامته مجموعة سويسرية. يفكر في تنفيذ هذه الفكرة.
ويعتقد الخبراء أن المشروع سيحقق للقارة قفزة كبيرة. تتجاوز تطوير البنية التحتية لتحقيق نمو اقتصادي أسرع.
وفي العام القادم ستبدأ مجموعة أفروتك. من خلال شركة فرعية لها. تجربة استخدام الطائرات بدون طيار. لحمل شحنات صغيرة لمسافات تصل إلي 80 كم.
الخط الأول سيكون للخدمات الصحية ويحمل أكياس الدم للوحدات الصحية بالمناطق النائية. لانقاذ المرضي ومصابي الحوادث.
وتجري المجموعة مفاوضات مع دول الجنوب ووسط وشرق القارة لفتح 10 آلاف كم مربع من المجال الجوي لاختبار الفكرة.
وهناك أمل بأنه فور إنشاء الخط الخاص بالخدمات الصحية. سينفتح الباب أمام الخطوط التجارية.
والهدف هو تحقيق عمليات نقل أكثر سرعة ودقة وأرخص سعراً. فالبنية التحتية الأرضية متهالكة ولن تكفي علي المدي الطويل. والمكاسب الضخمة تكمن في الخط التجاري.
ويري الخبراء أن شركات التجارة الالكترونية ستستعمل هذه "الحمير الطائرة" في التوصيل. أو إنها. حرفيا. ستعلو فوق البنية التحتية المتهالكة. وستكون هناك استثمارات بمليارات الدولارات في هذه الخطوط. ويمكن أن تشكل من 10 إلي 15% من قطاع النقل بالقارة.
وتجري حالياً تجارب استخدام "الحمير الطائرة" بمنطقة جزر أوركاني باسكتلندا. حيث تحول الظروف الجوية. دون قيادة السيارة أو الطائرة فهي آمنة ورخيصة. ويمكن حالياً تصنيعها بسعر سيارة فان صغيرة والحمولة الحالية لهذه الطائرة تسعة كيلو جرامات وبتطويرها تستطيع حمل من 20 إلي 30 كجم. لكن ذلك لن يتحقق قبل عام 2021 أو 2022.
القضية ليست في التكنولوجيا لتصبح الحمير الطائرة حقيقة واقعة بافريقيا.. فالحكومات والسلطات الأمنية مطالبة بوضع أطُر تنظيمية لوسيلة النقل الجديدة.
أين سيسمح لها بالتحليق؟ ماذا يحدث إذا سقطت وأصابت الممتلكات أو الأشخاص؟ ومن الذي يسمح له بتشغيلها؟ وهل يمكن اختطافها؟
لقد أصبحنا نعيش عصر "الحمار الطائر" الذي يستخدم في حمل المتفجرات والقنابل للقتل والتدمير. وكذلك في نقل البضائع من مكان لآخر. أي أن هذا الحمار يستطيع أن يحمل الخير وأن يحمل الدمار. ولا يوجد في الدنيا شيء يمكن أن يكون شرا خالصاً أو خيراً خالصاً وإنما القضية تكمن في طريقة استعمالنا له!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف