أحمد عزت
من القاهرة اللعب عالمكشوف
أن يعترف رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل بأن "الايام الخوالي" بين المملكة والولايات المتحدة قد انتهت الي غير رجعة، وانه يجب ان يعاد تقييم العلاقة بين البلدين، فلا بد من التوقف والتحليل.
الفيصل، الذي شغل ايضا في السابق منصب سفير بلاده في واشنطن، ذهب الي ابعد من ذلك عندما اعلن في تصريحاته لشبكة "سي ان ان" ان الجانب الايجابي في تصرفات الرئيس اوباما وتصريحاته هوانها ايقظت الجميع علي ان هناك تغييرا في امريكا، وان علينا ان نتعامل مع هذا التغيير.
ربما تصريحات الفيصل هي الاكثر جراءة ووضوحا وتشخيصا لحالة العلاقات الامريكية السعودية في الاعوام الثلاثة الاخيرة علي وجه التحديد. وهي الفترة التي شهدت امتناع واشنطن في صيف 2013 عن توجيه ضربة عسكرية لنظام بشار الاسد الذي تعد الرياض من ابرز المعارضين له، وكذلك الاعلان عن اتفاق الدول الكبري مع ايران، الخصم اللدود للسعودية، حول ملف طهران النووي في صيف 2015.
الشاهد ان المملكة باتت مدركة تماما ان علاقاتها بالولايات المتحدة لن تكون كالسابق، وانها – اي الرياض – لم يعد بوسعها ان تذهب في اعتمادها علي امريكا بعيدا، اوان تعتمد حتي علي ثبات توجهات القيادة الامريكية .. فالامر بات في النهاية رهنا لتلاقي المصالح المشتركة للبلدين.
وهنا قد نكون بصدد مخطط امريكي لاعادة ترتيب المنطقة، مخطط يعتمد علي اطلاق يد ايران لتستمر في دورها كـ "بعبع" لدول الخليج، لتتقرب الأخيرة رويدا رويدا الي اسرائيل.