الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان - سيناء.. الغني والفقر!!
مفارقة مذهلة.. أن تكون سيناء الحبيبة.. درة الأراضي المصرية.. هي ذروة الغني وأيضا قمة الفقر!!

فسيناء تشبه في امكانياتها دول الخليج العربي أو تزيد، وفي فقر أهلها وانعزالها «المؤقت» كأنها دولة افريقية من الدرجة العاشرة!!

اتحدث عن سيناء التي أعرفها مثل كف يدي، التي عشت بين أهلها عن قرب، وقرأت عنها عشرات الكتب، ومشيت فيها ورأيت بأم عيني كيف يعيش الفقير فيها وما تقابله من مصاعب في الحياة!!

نعم هناك أغنياء كثيرون في الشمال والجنوب، لكن الفقراء أكثر، فبعد ٣٤ سنة كاملة من معارك التحرير.. وبدءنا لمشروع طموح لتنميتها منذ عقود، ضخت خلالها الدولة المليارات فأنشأت الطرق وأبراج الكهرباء ومحطات المياه وبعض المصانع والمدارس والمستشفيات والإدارات الحكومية، إلا أن العائد علي الحياة والناس لم يكن ملموسا بالقدر الكافي.

لابد لنا من الاعتراف اننا أهملنا الجانب الإنساني للمواطن السيناوي.. لم نداو جراحه النفسية نتيجة لتعرضه للاحتلال، كان لابد من معاملته بعد التحرير معاملة خاصة تختلف عن باقي أبناء المحافظات.

مدرسة الأطفال في سيناء كان لابد أن تكون المدرسة الأفضل والأجمل علي مستوي الجمهورية، والمستشفي كان المفترض أن يزوره أفضل الأطباء ويضم أحدث الاجهزة، وأن يعامل المواطن السيناوي والمرأة السيناوية والأسرة هناك باعتبارهم مواطنين عائدين من تجربة قاسية من الاحتلال، تعرضوا خلالها لضغوط ومتاعب تختلف عن مثيلتها عند أهل الوادي.

أبناؤنا في سيناء يستحقون الاهتمام ليس أيام الاحتفالات بعودة سيناء وبحفل هناك وأغنية تتردد هنا في وسائل الإعلام.. فهذه أرض عطرة غاصت في رمالها أقدام الأنبياء، ونزف الشهداء.

ولقد أثلجت صدري تصريحات الفريق أسامة عسكر قائد قوات شرق القناة خلال الندوة التثقيفية الثانية والعشرين التي نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بعنوان «سيناء ما بين الحرب والسلام»، التي أصر فيها علي التأكيد أن الجهل والفقر ونقص فرص العمل هي البيئات الخصبة لازدهار العنف والإرهاب.

لذلك تحركت قواتنا المسلحة لمساندة باقي اجهزة ومؤسسات الدولة في اتجاهات كثيرة.. لكن أكثر مما اثار اهتمامي ما اشار إليه الفريق أسامة عسكر بالتركيز علي التعليم والصحة، باعتبارهما الحلقتين الذهبيتين في سلسلة تنمية هذا الجزء الغالي من الوطن فتم بناء ١٢ مدرسة جديدة وتحسين ١٨.. كما انشأت القوات المسلحة ٣٥٠ صوبة زراعية وعددا من مناحل العسل، وتم توزيعها علي الأهالي وهو مشروع رائع يلائم ظروفهم هناك وهو الخط الذي ستسير فيه الدولة مستقبلا.. سيناء غنية للغاية بمواردها وموقعها ووطنية أهلها وترحابهم بأبناء الوادي لتتحول إلي أرض الفرص والغني خلال السنوات القليلة القادمة خاصة بعد الانتهاء من المشروعات الضخمة وشرايين وصلها بالوطن الأم.

< < <

«إنها معبر أرضي ، جسر استراتيجي مُعلق ، عبرت عليه الجيوش منذ فجر التاريخ عشرات المرات ــ وربما حرفياَ مئات ــ جيئة وذهاباً ..تحتمس الثالث وحده عبر ١٧ مرة !! ».

جمال حمدان في كتابة عن سيناء
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف