عصام سليمان
بالعقل صناعة الأزمات.. كارثة
واضح لكل ذي عينين أن أهل الشر الذين لا يريدون الخير لمصر وشعب مصر غاويين صناعة الأزمات بهدف إغراقنا في المشاكل والصراعات والقيل والقال حتي لا نتفرغ للبناء والتنمية التي نحتاج إليها.. وحتي لا نحل المشاكل المستعصية التي يعاني منها المواطن ونواجه معاناة البطالة وغلاء الأسعار.
هدفهم هدم مؤسسات الدولة والتحريض ضدها.. وإلا فبماذا نفسر عودة الهتافات التي سمعناها يوم الجمعة قبل الماضي بمناسبة التظاهر بشأن ملكية جزيرتي تيران وصنافير مثل: ""الشعب يريد اسقاط النظام "".. و "" يسقط يسقط حكم العسكر "".. " و هوه يرحل .. إحنا مش هنرحل "
وبماذا نفسر أيضا الدعوة مجددا إلي التظاهر يوم 25 أبريل الحالي بمناسبة أعياد سيناء... وقيام أحد المحامين بالتهديد بإعداد قائمة سوداء بأسماء كل النواب الذين سيوافقون علي اتفاقية جزيرتي تيران وصنافير.. وقيام المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي بإقامة دعوي أمام القضاء الإداري ضد ضم الجزيرتين.. وغيرها وغيرها من الإجراءات والتحركات التي تصب في خانة تأليب النفوس ضد بعضها البعض.
الهدف لو كان الصالح العام وطرح الافكار من المؤيد للاتفاقية والمعارض لها.. فالطريق مختلف لأن كلنا نعرف أن هذه الاتفاقية سوف تعرض علي نواب الشعب وأقصد البرلمان.. ولن تكون نافذة وسارية إلا من وقت التصديق عليها.. وأن البرلمان من حقه أن يوافق أو يرفض.. والسؤال: لماذا لا نعطي الفرصة كاملة للبرلمان؟
ولماذا لا نكون ايجابيين ونطالب بتشكيل لجان متخصصة لجمع المستندات من كل اتجاه المعارض والمؤيد.. ومناقشة كل الآراء.. بل ونطالب بأن تكن هذه المناقشة علنية لترتاح الصدور والعقول تماما بالقرار الذي سيصدر... إذا كان هدفنا الصالح العام؟.. وبعيدا عن دعاوي التشكيك ونشر الفتن وتوزيع الاتهامات علي الجميع بالتفريط في الأرض وبما يخدم أهل الشر المتربصين بمصر في الداخل والخارج؟
لفت نظري تأكيد سامي شرف سكرتير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للمعلومات في مقال بالأهرام يوم 18 ابريل بأن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان وكانتا تحت الحماية المصرية فقط وليست الملكية وذلك بالاتفاق بين الجانبين لقدرة مصر العسكرية علي القيام بهذا الدور أكثر من السعودية مادام هناك عدو صهيوني يهدد أمن الطرفين.
وزاد علي ذلك بأن عبد الناصر عندما قال في أحد التسجيلات الصوتية أن الجزيرتين مصريتان فإن هذا التصريح كان في ظرف محدد ولسبب يمس الأمن القومي المصري عام 1967 فلا يمكن أن تكون الجزيرتان غير مصريتين ويغلق الخليج.. إنما هو وباعتبار أن هناك اتفاقاً بين البلدين للسماح بالسيادة المصرية علي الجزيرتين فهو يحق له غلق الخليج.
كما لفت نظري حوار المستندات الذي تحدث به د. مفيد شهاب استاذ القانون الدولي في هذه القضية التي تثير الكثير من اللغط وتأكيده بأنهما سعوديتان.
ولفت نظري أيضا اعلان احد البرامج التليفزيونية عن جائزة مليون جنيه لمن يملك مستندات مضادة أن يتقدم بها.. فهل نعطي لحوار العقل والمستندات الفرصة لوضع النقاط علي الحروف وبما يحقق صالح البلاد والعباد.. وندرك انه لا يوجد مصري واحد يقبل بالتفريط في الأرض باستثناء الجماعة إياها التي قال كبيرها يوما "طظ في مصر"!!.
أتمني.