أحمد سليمان
في حب مصر- تحرير الوطن في ذكري تحرير سيناء
دعوات التظاهر في ذكري تحرير سيناء بعد غد لا يمكن النظر إليها إلا في إطار أكبر من مجرد الاعتراض علي اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة السعودية. فهي تصب في النهاية فيما يهدد الأمن القومي لمصر. فمن يدعو للتظاهر في هذا اليوم يتوهم أنه يمكنه كسر الجيش المصري في يوم عيده. كما كسروا من قبل الشرطة المصرية في يوم عيدها في 25 يناير.
إن التظاهر بهذا الشكل هدفه المعلن الاعتراض علي اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية وإعادة جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية. بينما الهدف الحقيقي إسقاط النظام. بدليل أن هذه الاتفاقية لن تكون سارية إلا بعد مناقشتها في البرلمان الذي- كما قال الرئيس السيسي- سيكون من حقه الموافقة عليها أو رفضها طبقاً للدراسات المستفيضة التي سيتم إجراؤها. كما أن وسائل إبداء الرأي متعددة أمام جميع المعترضين من قنوات فضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وصحف. حتي أن السيد حمدين صباحي الذي أعلن أنه سيقود هذه التظاهرات تمت استضافته في أكثر من قناة وأعلن رأيه بكل صراحة لدرجة أنه قال "بالروح بالدم نفديكي يا تيران وصنافير" فيما يشبه إعلان حرب علي المملكة السعودية.
كذلك مقال الكاتب الصحفي أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام العريقة كان ضد الاتفاقية من بدايته لنهايته علي الرغم من أن رأيه هذا لا يمكن النظر إليه بعيداً عن سياق المشاجرة التي وقعت منذ عدة أشهر بينه وبين السفير السعودي بالقاهرة بأحد الفنادق والتي تم خلالها تبادل القذف بزجاجات المياه الغازية ومن وقتها والكاتب النجار يقف ضد كل ما هو سعودي.. ويؤكد ذلك الوقفة الوطنية التي قام بها أبناء مؤسسة الاهرام الذين طالبوا خلالها بإقالة النجار من رئاسة المؤسسة.
أيضاً تلك "الهلفطة" التي مارسها مقدم البرامج يوسف الحسيني ضد الاتفاقية منذ توقيعها. وكذلك المذيع الهارب باسم يوسف. والكاتب علاء الأسواني وغيرهم من ذيول الإخوان ورافضي ثورة 30 يونيو في الإعلام المقروء والمرئي. بخلاف التعليقات التي وصلت إلي حد القباحة والسفالة علي مواقع التواصل الاجتماعي.
هؤلاء قالوا ما أرادوا وزيادة في إطار إبداء الرأي وحرية التعبير. أما أن تخرج تظاهرات وفي هذا التوقيت الذي تتعرض فيه مصر لمؤامرة مكتملة الأركان من الولايات المتحدة وبريطانيا ووكالات أنبائهما ومراكز حقوق الإنسان الدولية والاتحاد الأوروبي بحجة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني مرة. وإصرار مصر علي فتح ملف تلقي منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان المصرية لتمويل خارجي مرة أخري فإنه لا يمكن النظر إليها إلا في الإطار نفسه .. التآمر علي مصر. ولتنظروا إلي من دعا لهذه التظاهرات ومن سيخرج فيها إن خرجت أصلاً.
هذه التظاهرات تدعو للخروج للشارع دون الحصول علي موافقة الجهات الأمنية مستقوية بالخارج الذي خرجت تخاطبه في الأساس.
وفي الوقت الذي لا يعي فيه نفر من أبناء مصر- مع الأسف- ما يتهدد الوطن من مخاطر نجد الأشقاء يقفون بجانبها بكل ما أوتوا من قوة. ولعل آخر تلك المواقف ما أعلنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي من تخصيص 4 مليارات دولار دعماً للشقيقة مصر- كما قال- نصفها استثمارات تنموية ونصفها وديعة بالبنك المركزي.
العالم في الخارج يعرف قيمة مصر ويقدر حجم التحديات التي تواجهها. والأشقاء في الدول العربية يرون ذلك بقوة لذلك يقدمون كل الدعم المادي والمعنوي لها في هذا التوقيت الحرج من تاريخها. بينما عدد قليل من أبنائها لا يهنأون إلا إذا رأوا دماء في الشوارع وتعطل المسيرة. ولا يريحهم بزوغ شمس يوم جديد يحمل الخير لمصر في شكل مشروعات تنموية وتحقيق نجاح جديد في المجالات المختلفة في الداخل والخارج.
إن الغالبية العظمي من المصريين يصبرون ولا يرضيهم ما يفعله هؤلاء الغوغاء. ويتحملون المتاعب مع الرئيس الذي منحوه ثقتهم لإنقاذ الوطن. لكن هذا الصبر وهذا التحمل لن يستمر طويلاً أمام إصرار الغوغاء علي إسقاط الوطن وهو ما لن يسمح به أي وطني مخلص بعد اليوم. ولن يثنيه شيء بعد الآن عن تحرير الوطن من هؤلاء الغوغاء الذين يشوهون الصورة ويصرون علي السير عكس الاتجاه.