نصف الدنيا
فاطمة ناعوت
سأغني
إن مزّقوا دفترَ أشعارِكِ

وأطبقوا شفتيكِ

ليصمتَ صوتُكِ عن الغناءْ

سأُغنّي أنا

حتى تطيرَ الفراشاتُ من حولكْ

وتحطَّ فوق كتفيكِ

فتبتسمينْ

سأغنّي لضفائرِكْ

حتى تتواثبَ خُصلاتُ شعرِكِ

فوق موجِ النسيمْ

فيأتي الربيعُ قبلَ موعدِهْ



سأُغني لكِ

يا حبيبتي

رغمَ النِّصالِ

تتحلّقُ حولَ جسدِكِ

من كلِّ صوبٍ

مثل ذِبحٍ

لا يقدرُ أن يقولَ:

أحسِنوا الذَّبحَ

يا جماعةَ الخيرْ

فأنتمْ

تجعلونَ السماءَ تبكي!



يُشهرون رماحَهم أمامَ عيني

حتى أخافْ

ويتعلثمَ النغمُ

فوق أوتارِ قيثارتي

فأصمِتُ عن العزفِ

ولا تُغنّين.



لكنهم ينسونَ دائمًا

يا طفلةَ السماءْ

أنَّ مالكَ الحزين

لا يصدحُ بالنغمِ أجملِه

إلا والدمُ يقطرُ

من بين ريشِه

حارقًا

وأن الأوتارَ

لا ترجِفُ بالموسيقى

إلا

والعنقُ المذبوحُ

ينزفُ القَطْرَ أحمرَ قانيًا

من فرطِ الوجعْ

وأن البجعةَ

لا تُجيدُ الرقصَ

كالغيدِ على صفحةِ الماءْ

إلا حيَن تحيُن

ساعةُ رحيلِها

عن الدنيا

أو

عن الوطنْ.



إن مزّقوا دفترَ أشعارِكِ

وأطبقوا شفتيكِ

ليصمتَ صوتُكِ عن الغناءْ

سأُغنّي أنا

حتى تطيرَ الفراشاتُ من حولكْ

وتحطَّ فوق كتفيكِ

فتبتسمينْ

سأغنّي لضفائرِكْ

حتى تتواثبَ خُصلاتُ شعرِكِ

فوق موجِ النسيمْ

فيأتي الربيعُ قبلَ موعدِهْ

سأغنّي لعينيكِ

حتى

تُشرقا للنورِ

من جديدْ

ثم تغفوا على وهادِ جواباتي

وقراراتي

سأغني

لقلبِكِ المصدوعِ

حتى

يُحبَّني أكثرْ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف