حكاية قرأتها عن أحد محاربى الساموراى وراهب، سأل المحارب الراهب وقال: علمنى ما هى الجنة والنار؟ فقال له الراهب: من أنت أيها التافه حتى أضيع وقتى معك؟ شعر الساموراى بالإهانة واعتراه الغضب رفع سيفه وقال للراهب: سأقتلك، فأجابه الراهب بهدوء: هذه هى النار، فطن الساموراى لمعنى كلام الراهب وهدأ وأنزل سيفه وشكره لأنه علمه شيئا مهما عن عواقب الغضب.. فقال له الراهب: وهذه هى الجنة وحقا الجنة معروفة والنار أيضا، ولكن أحيانا يتم دفعك دفعا إلى طريق الجحيم، فرغم عبارات لا تغضب، الحلم سيد الأخلاق، املك نفسك ولا تجعل الغضب يملكك والتى نسمعها كثيرا ولكنها تكون أحيانا بعيدة عن التأثير، فكيف لا تغضب وأنت تتعرض للظلم أو لعدم التقدير أو لحماقة من جاهل؟ كيف لا تغضب من قلة أصل من مددت له يدك وساعدته فكانت يدك هى أول شىء يحاول كسره؟ وعد الله الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس مكانة كبرى وذلك لما يحمله هذا من مقدرة غير عادية على ضبط النفس والسيطرة عليها وهو ما لا يقدر عليه كثيرون، وابتكر بعض الخبراء فكرة غرف تنفيس المشاعر فيدخل الشخص الغاضب تلك الغرفة ويصرخ كيفما يريد، حتى يخرج الشحنة التى داخله ويهدأ تماما، واختلفت الدراسات فهناك ما تؤكد أن التنفيس عن الغضب دون مواجهة هو أسوأ الوسائل لتهدئته، فانفجار الغضب يرفع مستوى الإثارة فى المخ فيزداد الشعور بالغضب، وهناك دراسات أخرى ترى أن هناك ظروفا معينة قد يفيدها الانفجار غضبا، خاصة إذا كان هذا فى حال تصحيح ظلم ما أو فى مواجهة من قام بالاستفزاز، وهناك دراسات عديدة تؤكد أن أفضل الطرق على الإطلاق لمواجهة الغضب هو محاولة الإلهاء فى أى أمر آخر لتهدئة هذا الغضب قبل مواجهة الشخص الذى تسبب فيه، وسواء قررت أن تنفس عن الغضب أو تكبحه فالمهم ألا يتبع ذلك توتر أو قلق لفترة طويلة فهذا هو الخطر الحقيقى الذى يمكن أن يسبب أمراضا خطيرة أبسطها الصداع وقد يصل الأمر إلى ما هو أخطر بكثير من تصلب الشرايين وقرحة المعدة والتأثر فى الذاكرة، باختصار إذا كان ولابد أن تغضب فعليك الاستماع لنصيحة معلم التبت «شوجيام ترويجيا» عندما سئل عن أفضل طريقة للتعامل مع الغضب فقال: لا تقهر الغضب ولكن إياك أن تطيعه.
نور الكلمات:
«اغضب ثم تقهر الغضب». كولين بويل
«اكتب دوما رسائل الغضب إلى أعدائك ولكن لا ترسلها لهم». جيمس فالوس