الوفد
سناء السعيد
بدون رتوش -قمة التوافق حول محور الشر!
نجحت القمة الخليجية التى عقدت في الرياض الخميس الماضى بحضور أوباما فى تفعيل منطوق ما سبق لبوش الابن أن طرحه فى يناير 2002 حول التصدى لما سماه بـ"محور الشر" الذى مكنه من غزو العراق بوصفه حرباً ضد الإرهاب، اليوم بدأ التركيز على الخطر الإيرانى والتحالف المنضوى معه ويشمل سوريا وحزب الله، حيث باتت الأطراف الثلاثة اليوم تشكل فى الأدبيات الإسرائيلية والأمريكية ما يسمى بمحور الشر الذى يجب جزه.
القمة الخليجية هذه المرة سجلت صفحة جديدة حاول فيها أوباما منح تطمينات وترضية لدول الخليج وعلى رأسها السعودية إبراء لذمته قبل أن يرحل عن البيت الأبيض، لا سيما وقد كانت السعودية تتهمه بالنكوص عن التحالف بعد توقيع الاتفاق النووى مع إيران فى 14 يوليو من العام الماضى، ومن ثم حرص أوباما فى هذه القمة على تأكيد استمرار أمريكا بتقديم الدعم العسكرى والأمنى لتعزيز القدرات العسكرية للحلف الخليجى الذى تقوده السعودية على الصعيدين الثنائى والجماعى، كما أكد على المشاركة الأمريكية العسكرية فى مواجهة أية مخاطر إيرانية تخشى منها دول الخليج، ولهذا جاء البيان الذى صدر عن القمة ممهوراً بترضية للسعودية بصفة خاصة عندما حمل إدانة قوية لما سماه بـ"دعم إيران للجماعات الإرهابية فى سوريا واليمن والبحرين!"
تماهى أوباما مع دول الخليج عندما طالب بالتيقظ لمساعى إيران لزعزعة المنطقة، وأكد على تقوية أمريكا لقدرات دول الخليج فى مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية وتبادل المعلومات بشأن الأخطار الإيرانية فى المنطقة، وهكذا أظهر أوباما تفهماً للمخاوف الخليجية من إيران وسياستها فى المنطقة عندما أكد على وجوب دحر الاستفزازات الإيرانية، ووجوب أن تخضع للمساءلة والمحاسبة إذا ما قامت بتصرفات تخالف الأنظمة الدولية، وهكذا جاءت القمة هذه المرة كعامل ترضية، وغدت السعودية مطمئنة على استمرار أمريكا فى مواصلة التزاماتها العسكرية الخليجية تسليحاً وتدريباً. أمر آخر توافق فيه أوباما مع السعودية حول الخيارات العسكرية البديلة لإنهاء اتفاق وقف الأعمال العدائية فى سوريا وفشل مفاوضات جنيف لحل الأزمة، وإمعاناً فى إرضائها عاد وكرر بأن إدارته لا يمكن أن تقبل بتسوية لحل سياسى للأزمة تتضمن بقاء بشار فى السلطة، إذ من الصعب تصور أن يكون بشار على رأس حكومة ينظر إليه فيها على أنه شرعى أو مشروع.
ولا شك أن السعودية قد شعرت بالارتياح نسبياً فى هذه القمة بعد أن حقق لها أوباما كل ما طالبت به، لا سيما وقد كانت تتخوف من أن تكون إيران قد خرجت من مصطلح محور الشر فى أعقاب الاتفاق النووى الذى تم معها العام الماضى.
الآن يمكن القول بأنه قد تم طى صفحة الخلافات والحساسيات بين أمريكا والسعودية، فلم يعد هناك تباين فى المواقف حول إيران بعد أن تم التعامل معها بوصفها العدو الشرس وأكبر فزاعة للمنطقة، ولكن هل غاب عن الكثيرين من أن شيطنة إيران وتصويرها على أنها تمثل الشر من شأنه أن يصب بالإيجاب فى مصلحة الكيان الصهيونى داخلياً وإقليمياً ويكفى أنه سيضرب العمق الاستراتيجى لدول الطوق؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف