في محطات المترو.. كل المحطات قامت بتركيب اجهزة للكشف عن المفرقعات.. ولكي تكون عملية التفتيش محكمة قاموا باغلاق كل الابواب الا الباب المؤدي إلي جهاز الكشف عن المفرقعات.. بالطبع أدي ذلك إلي اختناق الحركة وزحام في الدخول والخروج وكان من الممكن ان يتحمل الناس ذلك لو كانت هناك عملية تفتيش حقيقية ولكنها مجرد منظر.
المشرفون علي الاجهزة تحولوا إلي متفرجين.. إما بسبب شدة الزحام.. أو بسبب تزويغ الناس وعدم امتثالهم لتعليمات المرور عبر تلك الاجهزة.. وإما بسبب طبيعة التراخي التي انتابت الشخصية المصرية والتي اصبحت عاملاً رئيسيا في تراجعنا في كل المجالات.
المهم ان اجهزة الكشف عن المفرقعات في محطات المترو اصبحت مجرد ديكور.. واداة لتعذيب الناس وليس لحمايتهم.. وفي النهاية لن يجرؤ احد علي رفعها لانها اجراءات امن.
والحقيقة انه تحت مسمي اجراءات الامن هناك اشياء تحدث لا تمت للامن بصلة وتسيء إلي الدولة وتضايق الناس ولا تحقق اي هدف ولكن لا أحد يملك حق الاعتراض لانها اجراءات أمن.
مثلا خلال الزيارة الاخيرة للرئيس الفرنسي كان مقررا أنه يزور القلعة.. ومن الساعات الأولي للصباح اصطف الجنود والحراسة علي طول طريق صلاح سالم.. وكان مقررا انه تتم الزيارة في السادسة مساء.. لماذا وقف الجنود كل هذه المدة.. وعلي حساب من؟
لا تسأل.. انها اجراءات امن.
وخلال زيارة رئيس دولة شقيقة اصيبت منطقة الجيزة والمهندسين والدقي بالشلل التام ولم تكن هناك سيارة واحدة قادرة علي الحركة.. وطبعا كان السبب.. اجراءات أمن.
ايام الرئيس الأسبق حسني مبارك كانت كل الشوارع تتوقف ويكاد يكون المرور ممنوعا في جميع الاتجاهات.. ولا يستطيع احد الحركة.. وكان السبب اجراءات امن.
في تصوري ان اجراءات الامن اذا لم تكن تحقق الهدف منها فيجب اعادة النظر فيها.. ليس معني ذلك انني اطلب ازالة اجهزة الكشف عن المفرقعات من محطات المترو ولكن اطلب ان تكون فعلا لتحقيق الامن للناس وحمايتهم وليس مضايقتهم لمجرد ان نقول اننا نطبق اجراءات الأمن.