الجمهورية
احمد المنزلاوى
188 سنة صحافة
أحاطت القارئ علماً بالأحداث الداخلية والخارجية ونادت بالاستقلال والحرية والحوار والديمقراطية ونشأت من حولها الأحزاب السياسية وطالبت بإنشاء الجامعة المصرية وأشعلت مصابيح التقدم في جميع المجالات وأكدت ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
تحتفل مصر هذه الأيام ومعها الجماعة الصحفية المصرية والعربية بالعيد الماسي لنقابة الصحفيين تأسست بالقاهرة في 31 مارس 1941 ويصادف العام الحالي مرور 188 عاما علي صدور الوقائع المصرية أول صحيفة مصرية صدر عددها الأول في 3 ديسمبر 1828 في عصر محمد علي باشا "1805 - 1848" وقبلها ظهر جرنال الخديوي كان ديوانه العام بالقاهرة وله ديوان بالوجه البحري وآخر بالوجه القبلي وكان المشرف عليه يسمي "جرنال ناظري" أو ناظر الجرنال وكان يوزع علي كبار المسئولين.
ظهرت الصحافة علي أرض مصر للمرة الأولي إبان الحملة الفرنسية "1798 - 1801".
أصدر نابليون بونابرت قائد الحملة صحيفتين ـ لوكورين دي ليجبت "البريد المصري" عامة لأفراد الحملة.
ـ لاديكار اجبسيان "العشرية المصرية" تصدر كل 10 أيام وهي جريدة المجمع العلمي المصري المكون من علماء الحملة ونشرت دراساتهم التي جمعت في كتاب وصف مصر.
وقد جهز القائد الثالث للحملة مينو "بعد بونابرت وكليبر" لإصدار صحيفة باللغة العربية اسمها التنبيه وأسند رئاسة تحريرها للشيخ الخشاب في نوفمبر 1800 لكنها لم تصدر لمغادرة الحملة في السنة التالية.
تمر علي صدور هذه الصحف 218 عاما وهي صحف ظهرت علي أرض مصر لكنها ليست مصرية.
ويمر هذا العام 140 عاما علي صدور جريدة الأهرام. صدر عددها الأول بالإسكندرية في 15 أغسطس 1876 وفي سنة 1865 ظهرت أول صحيفة متخصصة "غير رسمية" أصدرها د. محمد علي البقلي علمية اسمها حيسوب الطب "أول بريد مصري لمدرسة الطب المصرية".
وأصدر الأديب عبدالله أبو السعود أول صحيفة شعبية باسم وادي النيل بالقاهرة 1867 "منذ 149 عاما" وأصدر ابراهيم المويلحي وعثمان جلال نزهة الأفكار 1869 وأصدر محمد أنس "ابن أبي السعود" روضة الأخبار 1875 وتوالت الصحف الشعبية في الصدور منها صحف عبدالله النديم خطيب الثورة العرابية التنكيت والتبكيت والاستاذ.
وفي مطلع القرن العشرين "اللواء" لمصطفي كامل سنة 1900. حملت الصحافة المصرية لواء الحركة الوطنية ونادت بالاستقلال لبلادها والحرية لمواطنيها وظهرت الجامعة الأهلية 1908 بعد أن نادت بإنشائها ونشرت العلم والمعرفة في ربوع مصر والوطن العربي ودارت علي صفحاتها مساجلات ومناقشات تؤكد صحة قول استاذ الجيل أحمد لطفي السيد "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
وكانت نقابة الصحفيين ثمرة من ثمارها بعد رحلة كفاح استمرت نصف قرن وتمضي الصحافة المصرية علي الدرب يفرض عليها عمرها المديد وتاريخها المجيد وريادتها العربية والافريقية مسئولية كبري في حاضرها ومستقبلها.
تعاهد القارئ أن تواصل رسالتها تجاه الوطن والمواطن وتضرب المثل في الأداء المهني النظيف والشريف وترفع لواء الدقة والحياد والموضوعية. لا تقول إلا كلمة صدق ولا تشهد إلا شهادة حق وأن تكتب بقلم أهل العلم والحكمة فهي معلمة الشعب وصانعة الرأي العام.
لا تصلح الأمور إلا بعلاجها ولا تتقدم الأمم إلا بحريتها وتوفير المناخ المناسب للعاملين بها.
قال عنها أمير الشعراء أحمد شوقي:
لكل زمان مضي آية
وآية هذا الزمان الصحف
لسان البلاد ونبض العباد
وكهف الحقوق وحرب الجنف
والجنف معناها الجور والعدوان..
كل عام وأبناء الصحافة المصرية بخير في عيدهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف