أمس السبت 23 ابريل 2016 يصادف الذكري الأربعمائة لوفاة الشاعر والكاتب والمسرحي البريطاني وليام شكسبير "1564 - 1616" وبهذه المناسبة قامت مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني بتنظيم احتفالية كبيرة تستمر خمسة أيام تنتهي يوم الاربعاء 27 ابريل 2016 وتتضمن العديد من الفعاليات الفنية والثقافية التي تليق بذكري هذا العبقري الانجليزي وتلقي الضوء علي التراث العظيم الذي تركه شكسبير للعالم أجمع.
لقد أثري شكسبير بأعماله المسرحية صناعة السينما العالمية ومنح "فن الفيلم" أبعاداً ثقافية وفلسفية ودرامية انسانية وأمدت الفنانين السينمائيين بكنز شديد الثراء والعمق مازالوا ينهلون منه ويبدعون. فتحولت أعماله المسرحية إلي أفلام سينمائية عظيمة وان تباينت مستوياتها.
وبعد مرور مئات السنين تظل هذه الأعمال نبعاً لا ينضب من الأفكار والحبكات الدرامية والشخصيات الإنسانية ولعل من أعظم هذه الأعمال بالنسبة لي شخصياً فيلم "الملك لير" السوفيتي الذي أبدعه المخرج جريجوري كوزنستيف وقام بدور الملك لير الممثل يوري جارفيت.. ففي هذه المسرحية تجلت الامكانيات الإبداعية متعددة الوجوه حتي اعتبرها النقاد أفضل تراجيديات شكسبير والأكثر أحقية بالخلود.
إن الأعمال الأدبية العظيمة والفنية المأخوذة عنها تشكل مصادر للطاقة الايجابية هائلة وقراءتها أو مشاهدتها تمنح الجماهير أملاً وإحساساً أرحب بالحياة وقدرة أعمق علي فهم الوجود الانساني وسبر أغوار الشخصيات البشرية في مواقعها المختلفة والمعاني المركبة عندما تترجم من خلال السلوك الإنساني.
لقد احتفل محرك البحث "جوجل" بهذه الذكري وخرج اليوم السبت بتشكيل جديد يخلد أهمية الكاتب وتاريخه عربياً وعالمياً وكيف انه أوجد في فن الكتابة مستوي من الرقي وأسلوباً مختلفاً ونظريات عديدة ألهمت الكثيرين من عشاقه وعشاق الأدب الانجليزي والعالمي. وكيف جعل الكلمات تبدو حقيقة نأخذها بعين الاعتبار والشخصيات حية وموجودة وكأنها شخصيات واقعية.
العديد من المؤسسات علي مستوي العالم احتفلت بهذه الذكري أيضاً باعتباره "الشاعر الوطني الأول" كما يراه الشعب الانجليزي بل وأعظم من كتب بالانجليزية والضامن الأكبر لتجدد وحيوية الثقافة والأدب الانجليزي وكأنه الشهادة الخالدة علي قدرة هذا الشعب علي الإبداع.
ومن أفضل النقاد والباحثين الذين تناولوا أعمال شكسبير بالتحليل والدراسة الناقد البريطاني اندرو سيسيل برادلي "1851 - 1935" وكان أستاذاً لمادة الشعر في جامعة أوكسفورد والتي اشتهرت أعماله جداً وبالذات "1904" ومحاضرات "التراجيديا الشكسبيرية" 1904 و"محاضرات اكسفورد عن الشاعر" 1909 التي كانت المنارة والدليل والمرجع بالنسبة للطلبة ومازالت وقد كان "لبرادلي" التقدير الكبير علي النقد الشكسبيري.
ومن أقوال شكسبير المأثورة "يموت الجبناء مرات عديدة قبل أن يأتي أجلهم. أما الشجعان فيذوقون الموت مرة واحدة".
* الحكماء لا يبكون علي خسارتهم ولكنهم يبحثون وبسعادة عن معالجة من أذاهم في صورة جديدة.
* المرأة العظيمة تُلهم الرجل أما المرأة الذكية فتثير اهتمامه بينما المرأة الجميلة لا تحرك في الرجل أكثر من مجرد الشعور بالإعجاب ولكن المرأة العطوف/ الحنون وحدها التي تفوز به في النهاية.
* الزمن بطيء جداً لمن ينتظر. سريع جداً لمن يخشي. طويل جداً لمن يتألم. قصير جداً لمن يحتفل. لكنه الأبدية لمن يحب.
* المهزوم إذا ابتسم أفقد المنتصر لذة الفوز..
* يرضع الطفل من أمه حتي يشبع. ويقرأ علي ضوء عينيها حتي يتعلم القراءة والكتابة ويأخذ من نقودها ليشتري أي شيء يحتاجه. ويسبب لها القلق والخوف حتي يتخرج في الجامعة وعندما يصبح رجلاً يضع ساقاً فوق ساق في أحد مقاهي المثقفين ويعقد مؤتمراً صحفياً يقول فيه: ان المرأة بنصف عقل.