المساء
محمد جبريل
ع البحري- الأقصي.. وليس جبل الهيكل!
أعلنت منظمة اليونسكو رفضها لتسمية جبل الهيكل التي أطلقتها اسرائيل علي المسجد الأقصي وروجت لها سياحيا وإعلاميا. أكدت اليونسكو ان الأقصي هي التسمية التاريخية والتراثية التي تستخدمها المنظمة في كل دراساتها وتقاريرها باعتبار انتساب الأقصي إلي التراث الحضاري العالمي.
التسمية الإسرائيلية التي رفضها المجتمع الدولي ممثلاً في منظمته الثقافية الدولية تضاف إلي مسميات أخري اخترعتها اسرائيل لتكريس احتلالها للأراضي المحتلة ليس في الداخل الفلسطيني فحسب وإنما في مناطق أخري من الوطن العربي ولعلنا نذكر التسميات التي أطلقتها تل أبيب علي مناطق سيناء عقب احتلال الكيان الاسرائيلي لها في هزيمة 1967
أذكر ترويج شيمون بيريز لتسمية الشرق الأوسط الكبير بديلاً للوطن العربي الكبير أراد خلط الأوراق حتي يصبح الجسد الدخيل جزءا من نسيج الوطن العربي السبب غاب ـ للأسف ـ عن الكثيرين وهو ان اسرائيل ـ في ظروفها التاريخية والجغرافية ـ لا تنتمي إلي المنطقة وحتي تكتسب الانتماء فقد كان من الأوفق أن تستبدل التسمية التي يعرفها العالم وتعرفها ـ بالطبع ـ شعوب المنطقة. أشير كذلك إلي اقتراح إسرائيل إلي جامعة الدول العربية. لم يكن الاقتراح مجرد تظارف ولا نكتة سخيفة لكنه كان جزءا من مخطط يدخل في إطاره تبديل المسميات ثمة مسميات أخري لم تصدر عفو الخاطر ولا مصادفة وإنما أملتها رغبة في توصيل معني محدد وتأكيده. فالاستشهادي الفلسطيني يتحول ـ بقدرة الإعلام الصهيوني ـ إلي انتحاري وعمليات المقاومة بالتالي عمليات انتحارية أو عمليات إرهابية حتي تسمية الاستعمار الصهيوني ليست صحيحة لأن الاستعمار من العمران وما حدث ـ ويحدث ـ في فلسطين هو استيطان فضلا عن التدمير والاغتيال والتهجير لشعب بأكمله. بل ان دول المغرب العربي تتحول إلي دول شمال افريقيا تعمداً لإغفال التحامها بالمحيط العربي وإذا كان المقاتلون الأفغان قد واجهوا الاحتلال السوفيتي بتسمية المجاهدين فإن التسمية تبدلت إلي النقيض في ظروف تالية لأن الصديق الذي بارك التسمية صار هو العدو! وندفع عن أنفسنا تهمة العداء للسامية وهي التهمة التي ألفت اسرائيل توجيهها لمن يجرؤ علي مجرد مناقشة الدعاوي الصهيونية تهمة جاهزة حتي لو أدانت الحكومات والهيئات العربية اعتداء صهيونيا علي مواطنين عرب فإن التهمة التي يجب أن نعد أنفسنا لمواجهتها هي العداء للسامية مع اننا ساميون! وإذا كانت عبارة المجتمع الدولي تعني كل الدول التي يضمها العالم فإن الدول التي تنسب إليها هذه التسمية تشمل فحسب دول الغرب الأوروبي والولايات المتحدة ولا إشارة إلي دول أمريكا اللاتينية ودول آسيا وافريقيا كأنها منفصلة عن المجتمع الدولي كأنها ليست منه! وعندما تثار آراء الساسة الغربيين في مشكلة ما تخص شعبنا العربي: نزاعات جنوب السودان.. حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.. التدخلات الاحتلالية المعلنة في سوريا والعراق.. فإن الآراء لا تنسب إلي بلادها ولا تعتبرها مجرد اجتهاد شخصي. لكنها تتحدث عن موافقة المجتمع الدولي والعكس حول هذه القضية أو تلك.
آخر المستجدات إصرار اسرائيل ودول الغرب علي اطلاق اسم تنظيم الدولة الاسلامية علي التنظيم الارهابي داعش. الغريب ان القيادات الظاهرة في التنظيم وأجهزته الإعلامية تقدمه ـ اختصاراً ـ باسم داعش. لكن التآمر الصهيوني يصر علي إلصاق الكيان الإرهابي بالإسلام وهو يختلف عن التسمية التي يمارس التنظيم في ظلها عملياته الإرهابية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف