الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية- صفية.. وصرخة للإنقاذ
منعتنى ظروف غيابى عن القاهرة، من حضور الاحتفال أمس بتوزيع جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية، وتكريم شيوخ المهنة.. وأشبالها.. ولكن أيقظتنى صرخة مدوية أطلقتها أمس فى «المصرى اليوم» كريمة كبير العائلة الصحفية المصرية، السيدة صفية مصطفى أمين.. وهى صرخة جاءت من الأعماق.. كأنها طلقة مدفع.. حتى نستيقظ.. ونفيق من غفوتنا.. لنصحو ونحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وصرخة الأستاذة صفية «وأطلقه والدها عليها تيمنا باسم أم المصريين، السيدة صفية زغلول».. لم تأت من فراغ.. فهى تراقب: تسمع وتقرأ.. وترى الهاوية السحيقة التى يندفع إليها الإعلام المصرى الآن.
** وهى تترحم - ولها كل الحق - على صحافة العظماء: مصطفى و على أمين وجلال الدين الحمامصى وأحمد رجب وأنيس منصور.. وأحمد أبوالفتح ومصطفى شردى.. تماماً كما تترحم على نجوم التليفزيون الكبار زمان وتتحسر، على ما تراه من الزعماء الخريفيين الذين يجلسون كل ليلة فى الفضائيات يتحدثون لساعات طويلة يستعرضون علمهم، وثقافتهم.. المعدومة.
وتوجه صفية مصطفى أمين سهامها برشاقة وأدب وتقول بكل صراحة إن الإعلام الآن هو السبب الرئيسى فى حالة الانقسام بين أبناء الشعب المصرى.. وهو السبب فى كل المعارك التى عاشها الوطن أخيراً حتى ضاع الشباب.. وتراجع الانتماء للوطن.
** وكشفت «ابنة العز.. والوز» أن الإعلاميين أصابهم الآن الغرور القاتل.. ونسوا دورهم كمقدمى برامج.. وارتدوا ثياب الزعماء!! وتعود لتستصرخ خبراء الإعلام وشيوخ الصحافة لكى ينقذوا الوطن.. وليس الإعلام وحده.. من هؤلاء الجهلاء الذين تخيلوا أنهم أصبحوا زعماء.. ونسوا ما تعلمناه من الرواد أن الإعلام رسالة ومسئولية.. وليس فرصة ذهبية لتحقيق المكاسب المالية.. وقد حازوا وفازوا بملايين الجنيهات وأيضاً الدولارات والدراهم والريالات!!
** شكراً فقد جاءت صرخة صفية مصطفى أمين فى موعدها تماماً، بعد أن طفح الكيل.. بل كأن من إعلاميى هذا الزمان من يدفع الدولة إلى إجراء يؤثر على حرية الصحافة.. ولكن الإيجابى فى هذه الصرخة أنها تذكرنا بالزمن الجميل، زمن العمالقة الحقيقيين الذين صنعوا مجد الصحافة المصرية.
وقيمتها أنها جاءت وهى «نعم الشبل.. من ذاك الأسد» فهى كريمة من أقام أول مؤسسة صحفية «مصرية» خالصة فى بلادنا.. بعد أن كانت صحافتنا شامية كلها.. أو فيها.
** وصفية هى ابنة الوز، التى تجيد الآن السباحة فى بحر متلاطم من الإعلام المشبوه.. وجاءت تماماً فى وقتها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف