صلاح الحفناوى
التربية والتعليم.. وإدارة الفشل
من الاسئلة العبثية التي تلح عليَ من وقت الي أخر: هل يحتاج الفشل إلي وزارة تشرف عليه وتكرسه؟.. مثلا.. هل نحتاج الي وزارة للتربية والتعليم لكي يصل حال نظامنا التعليمي إلي ما هو عليه الان من تخبط وتدني وتراجع وفساد؟.. هل نحتاج إلي وزير ووكلاء ونواب ومديريات ومناطق تعليمية وتوجيه مواد.. لنمارس العجز عن التغيير ونطلق وعودا لا تتحقق وافكارا غير قابلة للتطبيق وندور في فلك من سبقونا ليبقي الحال علي ما هو عليه وعلي المتضرر ضرب رأسه في أقرب حائط .
الانصاف يقتضي ان نعترف ان وزير التربية والتعليم الحالي.. بريء من دماء نظامنا اللاتعليمي واللا تربوي الحالي.. واننا لا نستطيع تحميله ذنب الافساد الممنهج لنظامنا التعليمي ليتحول من واحد من افضل نظم التعليم العام في العالم خلال حقبة الستينات وأوائل السبعينات..ليقبع في المركز قبل الاخير بقائمة تضم 150 دولة.. ولكن نفس الانصاف يقتضي ان نعترف بأن معالي الدكتور الوزير يسير علي نهج من سبقوه في كل شيء تقريبا: في الوعود التي لا تتحقق.. في القرارات التي لا تري النور.. في اسلوب التطوير الذي لجأ اليه غيره فأنتج لنا نظاما تعليميا كان سببا مباشرا في تراجع كل قيم المجتمع وتخريج اجيال تعاني من خلل حقيقي في فهم معني المواطنة وقيمة العمل واحترام منظومة الأخلاق.. اجيال لا تملك اي مهارات حياتية أو معارف تمكنها من التمييز بين الخطأ والصواب.
ولنبدأ بالوعود التي لم ولن تتحقق والتي تفضح جهازنا التعليمي التربوي المترهل العاجز عن التفاعل من مشاكل الابناء واولياء امورهم.. مثلا: معالي الوزير وعد في بداية مشواره الوزاري بالتصدي لفساد القطاع التعليمي الخاص الذي اصبح يستوعب حوالي ثلث ابنائنا.. اكد انه لن يسمح بفوضي الزيادة في رسوم هذه المدارس.. فردت عليه مافيا المدارس الخاصة بزيادة منفلتة في الرسوم وصلت في بعض المدارس التي يعرفها الوزير والوكلاء والخبراء.. الي اكثر من 50 بالمائة دفعة واحدة لتكسر ظهر مئات الالاف من اولياء الامور دون ان يهتز جفن للوزارة.. ووصل التدني في بعض المدارس الخاصة للغات الي حد الاستعانة بمدرسين لا يعرفون اللغة الانجليزية اصلا ولا علاقة لهم بالتربية او بالتعليم.. ولم تفعل الوزارة شيئا رغم علمها بكل ذلك.. وللحديث بقية إن شاء الله.