الجمهورية
محمد العزاوى
خبراء الإحباط
في كل مرة أقوم فيها بفتح التلفاز أفاجأ بكم هائل من الخبراء والفلاسفة يطلقون العنان لآرائهم في كل المجالات فهذا خبير في شئون السياسة وذاك يجادل في مسائل قانونية وثالث يثير الكثير من الأقاويل حول بعض ما يعانيه المجتمع من سلبيات هؤلاء الخبراء والفلاسفة يجعلون أي إنسان يعزف عن متابعة هذه البرامج وتلك الآراء التي تثير الإحباط وتبعث اليأس في النفوس ولم نر أي خطوة من جانب هؤلاء الخبراء نحو البناء والتنمية وإلقاء الضوء علي ما يجري تنفيذه من مشروعات في كل أنحاء مصر ولكن التركيز لدي هؤلاء الخبراء علي السلبيات فقط دون أن يبادر أي واحد منهم إلي طرح مناقشة موضوعية حول كيفية إيجاد الحل لبعض السلبيات التي تحدث عنها أو تسليط الضوء علي بعض الإيجابيات.
التحديات التي تواجه مصر متعددة الجوانب دون أن نجد مشاركة فعالة من هؤلاء الخبراء في بعث الأمل في النفوس وشحذ الهمم للعمل والبناء خاصة أننا نعاني قصوراً في الإنتاج وإهمالاً يتسرب إلي مختلف القطاعات.. الموضوعية والحيادية غابت عن هؤلاء الخبراء حتي أصبحت أحاديثهم مملة وحواراتهم محبطة وكأن مصر ليس بها من سعي جاد ومشروعات تنطلق.. تجاهلوا هذه الوفود القادمة من كل أنحاء العالم للاستثمار في بلادنا لكن للأسف الشديد هؤلاء يسيئون إلي مصر أبلغ الإساءة وكم شاهدنا من انتقادات بلا موضوعية والهدف الأسمي لديها الإثارة ولا شيء غيرها رغم أن الوطن بحاجة إلي جهود كل أبنائه وكفانا مهاترات وجدلاً وأقاويل تفتقد الدليل والأسانيد التي تؤازرها.
من غير المعقول أن يشهد الوطن هذه الأعداد الكبيرة من رجال الأعمال المقبلين علي تنفيذ المشروعات في بلادنا بينما هؤلاء الخبراء والفلاسفة يتجاهلون كل ذلك وكأن أعينهم لا تري سوي السلبيات والإحباط من ذلك علي سبيل المثال لا الحصر ما أثاره هؤلاء الفلاسفة حول العزف الموسيقي للنشيد الوطني الفرنسي خلال الزيارة التي قام بها رئيس فرنسا أولاند إلي مصر.. تصوروا أن هؤلاء أصبحوا خبراء حتي في الموسيقي وزعموا أن هذا العزف غير متسق مع موسيقي النشيد الفرنسي ثم كانت الصفعة القوية لهؤلاء الخبراء من جانب السفارة الفرنسية إذ أعلنت في بيان لها تكذيب كل ما أثاره هؤلاء الفلاسفة بل وأدت بالصورة التي خرجت بها للعزف الموسيقي للنشيد الفرنسي ليس هذا فقط وإنما وصفت هذا الجدل الذي أثير بالعقيم وهذا يؤكد أن هؤلاء الخبراء عيونهم تتسلط علي الإثارة فقط وفي النهاية تبقي كلمة.. نقول لهؤلاء الفلاسفة والخبراء والمحللين كفاكم إساءة لبلادكم.. أين حمرة الخجل بعد بيان السفارة الفرنسية؟
من المثير للأسي والاستياء تجاهل هؤلاء الخبراء للمشروع الذي يجري تنفيذه في منطقة شرق القاهرة ويعتبر نقلة حضارية تضيف إلي بلادنا منطقة واعدة تضم تجمعات سكنية وخدمات علاجية ورياضية وترفيهية علي أعلي مستوي.. هل هذه الأعمال وتلك المشروعات العملاقة لا تراها أعين هؤلاء الخبراء. إنها بحق مأساة أن يقبل العرب والأجانب للاستثمار في بلادنا بينما نغمض أعيننا عن هذه الإيجابيات ونتجه نحو الإثارة والانتقاد لمجرد شد الانتباه والشو الإعلامي.. أين مصلحة الوطن أيها الفلاسفة؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف