الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
بداية من أول السطر!!
هل معقول أن يدخل الطفل المدرسة الابتدائية وهو لا يجيد القراءة والكتابة؟؟.. هل هذا معقول؟؟.. من أجل هذا خريج الجامعة الآن لا يعرف يكتب اسمه!! وهذا من أهم أسباب البطالة الآن.. كيف يتولي الخريج أي مسئولية إذا كان لا يجيد القراءة والكتابة!!
كنا زمان في مدرسة العباسية الابتدائية في شارع الجنزوري وكان في هذا الشارع منزل دسوقي أباظة باشا والد ثروت أباظة!! كنا نتعلم اللغة الانجليزية في السنة ثالثة ابتدائي وفي السنة الرابعة حيث "الشهادة الابتدائية" كان هناك قصة من الأدب الانجليزي في حوالي 15 حتي 20 ورقة وكان الامتحان الانجليزي أسئلة عن أحداث هذه القصة!! اسألوا المخضرمين أمثالنا!!
كانت هناك مدارس إلزامي.. من اسمها تعلم أنه لابد "إلزاماً" دخول هذه المدارس المسماه المدرسة الإلزامية لكي يتعلم الطفل ذو الخمس سنوات القراءة والكتابة علي أعلي مستوي ويحفظ جزء عم أو جزءاً منه!!.
أين هذه المدارس الآن؟؟.. تحولت إلي مدارس المرحلة الإعدادية التي كان لا لزوم لها إطلاقاً.. الثانوي ذو الخمس سنوات كان يعد التلميذ خير إعداد لمرحلة الجامعة!!
ہہہ
منذ قرن والبحث عن سبب تدهور مستوي التعليم في مصر.. العائلات المقتدرة مادياً تعلم أولادها وبناتها في المدارس الخاصة والأجنبية ثم ترسلهم إلي الخارج لتكملة التعليم.. وهذا سر العدد الرهيب للجاليات المصرية في أوروبا وأمريكا.. معظم خريجي الجامعات الأجنبية الخارجية يفضلون العمل في نفس البلد التي تعلموا في جامعاته.. خصوصاً في السنوات الأخيرة.. لذا بعض الدول الأوروبية فتحت جامعات لها في مصر بدلاً من سفرهم إلي الخارج.. أسوة بالجامعة الأمريكية.. خريجو هذه الجامعات - خاصة الجامعة الأمريكية - يلتحقون بأعمال ذات دخل عال بمجرد تخرجهم وأحياناً قبل التخرج!!
ہہہ
لكي نصلح التعليم يجب أن "نبدأ من أول السطر"!! التعليم الإلزامي.. ثم التعليم الإلزامي.. ثم التعليم الإلزامي!! البداية من أول السطر.. الطفل الصغير سن خمس سنوات من السهل أن يتعلم القراءة والكتابة وبخط ونطق جميل ورائع إذا كان سيستمر معنا في التعليم المصري.. بعيداً عن التعليم الأجنبي الذي له طريقة أخري من كي جي وان!! لكي يتعلم التلميذ ذو السبع سنوات في المدارس الابتدائية العلوم المختلفة مباشرة.. لا يضيع من عمره أهم سنتين دون أن يتعلم أهم شيء.. القراءة والكتابة وحفظ جزء من القرآن.. التعليم في الصغر مثل النقش علي الحجر!!
ہہہ
لقد أدرك ذلك طه حسين منذ يناير ..1950 الطفل الذي بلغ الخامسة من عمره ولم يدخل المدرسة الإلزامية المجانية ولي أمره تتم مساءلته جنائياً.. هل لو حدث هذا منذ أكثر من نصف قرن كانت الأمية ستصل إلي هذا العدد المخيف؟؟.. يجب أن تعمل الوزارات بنفس حماس القيادة.. نحن في سباق مع الزمن!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف