الإعلام محتاج ينضف. الإعلام عايزينه ينضف. الإعلام عايز غسيل.. إلخ إلخ، وغيرها من الشعارات أو المصطلحات التي انتشرت في الآونة الأخيرة، سواء في بعض مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأحاديث التى تدار في الكثير من المناسبات واللقاءات الجانبية بين أغلب العاملين في الشارع الإعلامي وحتى بين أغلب الناس وجمهور عريض من المثقفين أو حتى الصفوة، كما يطلق عليهم المجتمع.

يعني ببساطة الإعلام محتاج لغسالة تخصص دعك وتنشيف ونشر، ولا ننسَ إزالة البقع التى امتلأت بها الملاءة الإعلامية.

طبعًا سيادتك هتسأل مين اللى هينضف الإعلام؟ أو بمعنى أصح مين اللى هيغسل الكم الهائل والمتراكم والمتعفن من الإعلام ومن العاملين في المجال؟
وهل التنظيف يكون عن طريق قانون أو معايير توضع ويلتزم بها الجميع؟ أو عن طريق مسح وإبعاد وجوه إعلامية، كما أشيع عن بعض الشخصيات المعروفة والمشهورة على الشاشات حاليا؟

طيب تعالوا نشوف واحدة واحدة كده الغسيل ده يتم إزاي؟ وعن طريق مين؟

1- الدولة: للأسف إلى الآن واضح أن الدولة لا تزال تخشى من الإعلام أو من شخصيات تعمل في الإعلام!

فليس هناك وزير للإعلام وليست هناك نية أيضًا لعودة هذا المنصب الذي كنا قد سمعنا

وشاهدنا بوادر توحي بعودته، أو حتى جس نبض!

2- نقابة للإعلاميين: المشروع معلق ورايح جاي بين مجلس الوزراء وفي انتظار قرار جمهوري بإنشائها ومع طول الوقت الآمال تتلاشى.

3- البرلمان: المفروض أن هناك قانون الإعلام والصحافة سيتم إقراره داخل المجلس

وعلى أساسه سيكون هناك مجلس أعلى للإعلام. بس حلّني بقى، لأن البرلمان عنده هموم وقوانين كتيرة والموضوع هياخد وقت طويل شكله.

4- الكيانات الإعلامية: وهي الموجودة على الساحة والبارز فيها غرفة صناعة الإعلام وأيضا الحركات التى تنشأ بين الحين والآخر وتستعمل مصطلحات الأفضل والأحسن

والإيجابي في الإعلام وكلها تصدر معايير والتزامات تحاول الوصول للعمل المهني الجيد، لكنها تبقى كيانا خاصا في حد ذاته.

5- الجمهور والمشاهد: وهنا الرهان الأكبر، لأنه هو المتحكم في العملية الإعلامية دون أن يشعر، فلو رفض الجمهور مثلا قناةً ما أو حتى إعلاميًّا ما، فلن تقوم له قائمة أبدًا

والأدلة والأمثلة كثيرة، أشهرها طبعًا باسم يوسف. فهل الجمهور بيده حيلة؟

المفروض الإجابة تكون بنعم ونعم جدا. لكن الغريب أن الذي يحدث الآن هو سلب لحق المواطن والمشاهد.

أخيرًا، مع ذلك لا تزال الحاجة للغسيل والتنظيف أكثر من أي وقت مضى، خاصة لو أردنا فعلا استعمال مسحوق لإزالة البقع نهائيا.