سوف يظل يوم 25 إبريل عام 1982 أحد أهم عناوين العسكرية المصرية في العصر الحديث باعتباره اليوم الذي طوينا فيه صفحة يونيو 1967 واستردت مصر كامل أرض سيناء باستثناء شريط طابا الذي استعدناه بالتحكيم الدولي عام 1989.
إن يوم 25 إبريل امتداد لإرادة الصمود التي جسدها شعب مصر وجيشها البطل بعد يونيو 1967 وتصور العالم كله أننا أصبحنا جثة هامدة لن تقوي علي النهوض قبل 50 عاما علي الأقل ولكن بعد شهر واحد من نكسة يونيو تمكنت فصيلتان من رجال الصاعقة المصرية من السيطرة علي منطقة رأس العش شرق بور فؤاد بعد معركة دامية مع الدبابات الإسرائيلية يومي 6 ، 7 يوليو 1967.
إن الحديث عن 25 إبريل عام 1982 لا ينفصل عن اليوم المشهود في تاريخ المعارك البحرية علي مستوي العالم عندما تمكنت زوارق الطوربيد المصرية التي تحمل طاقما من 17 مقاتلا من إغراق المدمرة الإسرائيلية "إيلات" وعلي متنها 500 ضابط وجندي إسرائيلي يوم 21 أكتور 1967.
25 إبريل هو حصاد صمود الشعب ضد غارات الترهيب الإسرائيلية والتي بلغت ذروتها في ضرب معامل تكرير البترول بالزيتية في السويس وكباري ومحولات الكهرباء في نجع حمادي ومذابح أبو زعبل ومدرسة بحر البقر وهو ما زاد من عزيمة وإصرار الجيش المصري علي خوض حرب الاستنزاف التى تكللت بالنجاح باستكمال بناء حائط الصواريخ المضادة للطائرات وسقوط أسطورة طائرات الفانتوم الأمريكية وبدء عمليات الإغارة وعبور القناة واستجلاب الأسرى الإسرائيليين في إشارة موحية بأن المعادلة قد تغيرت تماما.
25 إبريل 1982 هو الابن الأكبر ليوم 6 أكتوبر 1973 الذي لم يكن فقط عبورا لمانع مائي فريد يستند إلي خط دفاعي يسمي خط بارليف من خلف ساتر ترابي يربو ارتفاعه علي 30 مترا وإنما كان عبورا لكل المستحيلات التي جري الترويج لها لإشاعة اليأس في النفوس.
25 إبريل هو التخليد الحقيقي لدماء الشهداء وآهات الجرحي الذين ضحوا دفاعا عن ترابه في ساحات القتال لأن هذا هو العطاء الحقيقي الذي يريد البعض إهانته بلافتات مشبوهة وهتافات بذيئة في شوارع وميادين المحروسة.
25 إبريل هو يوم الجلاء واسترداد الأرض والسيادة والكرامة... إفهموها بقي!
خير الكلام:
<< والله ما دون الجلاء ويومه.. يوم تسميه الكنانة عيدا !