فيتو
أبو الفتوح قلقيلة
تظاهرات يتمناها أي نظام !
من الشقى للنوم

ربما كان من المحزن في الأمر أن من يدافعون براحتهم أو حريتهم وربما حياتهم فداءً لجزيريتين مصريتين وفقًا لكل حقائق التاريخ والجغرافيا ووفقًا لوثائق الأمم المتحدة، لم يذهبوا يومًا خارج حدود أحياء سكنهم في القاهرة أو في المحافظات المختلفة، هم محكمون بالهم الحياتى اليومى المتمثل في خط السير المعتاد.. من البيت للعمل أو للمقهى أو لخروجه في نص البلد عندما تتاح لهم فرصة معقولة للترفيه، لم يعرف أكثرهم مطار شرم الشيخ أو دهب ولم يجازف أحد منهم بالدخول لمنتجع سياحى في تلك الأماكن التي يكون فيها رسم الحد الأدنى للدخول موازيًا لراتبه في شهرين أو أكثر.. ورغم كل ذلك يصرخون مطالبين بعدم التفريط في جزيرتين تبعدان عن حدود جنة الأغنياء في شرم الشيخ وما شابهها من أرض مصر المحرمة على الفقراء.. أي نبل هذا! أو ربما توصفها بأنها بلاهة وسذاجة من مرضى بحب الوطن حتى وإن كانت تلك الأرض ممنوعة على أمثالهم.. يثورون للحفاظ على شىء لن ينالوا منه خيرًا قط.. مخطئين بالطبع هم !

يسقط سيد حجاب !
ما الذي جعل هؤلاء يبكون كلما سعموا كلمات العم سيد حجاب وهو يتغزل في أرض مصر التي حن لها الوتر والقمر وطوب الأرض إلا قلوب بعض المصريين الذين يستكثرون على البعض مجرد الرفض للتفريط في أرضهم.. إذًا فليسقط سيد حجاب ويسقط كل شاعر تغنى بالمحروسة.. محروسة مين يا عم، كفاية علينا أن نسكت ونصمت ونخرس ونُهدد بالاعتقال إن خرجنا !

قليل من الإحراج قد يفيد !
استبقت يد المن كل من فكر ودعا للخروج يوم 25 أبريل، ذكرى تحرير سيناء الغالية.. غالية بجد مش كلام، لذا صرح أحد رجال المن لجريدة الأهرام أن الدولة قد استخدمت حقها الدستورى والقانونى في منع التظاهرات التي تهدف لهدم الوطن قبل انطلاقها.. حقًا هدم الوطن ذلك لأن مجموعات قليلة من الشباب الذين لن يسقطوا نظاما ولن يشعلوا ثورة قرروا فقط المطالبة بعدم التفريط في أرض مصرية نحتفل بذكرى تحريرها اليوم.. منطق برضه !

ماذا كان يضير الدولة من خروجهم وهي مدركة تمامًا أن كل الأمور بقبضتها، وأن ظهور صوت معارض من صميم مصلحتها خاصة في ظل أجواء عالمية تتهم الإدارة المصرية بالقمع والتعذيب والتعدى على حقوق الإنسان !

ماذا كان سيحدث للدولة والنظام الذي يحكم قبضته الأمنية يومًا بعد آخر ويدرك تمامًا أن أقصى تأثير لتلك التظاهرات هو إحراج الدولة أمام من يكتم إيمانه بمصرية الجزر ولكنه يخشى البوح أو يخشى مخالفة الرئيس الذي فوضه ولا يستطيع أن يعبر من مخالفته أو معارضة رأيه حتى ولو من باب خشية الشماتة من أهل الشر.. اللى بالى بالك وبال الحكومة طبعًا !

لا تخرج اليوم فهم خارجون يومًا !
على بلاطه، وبصراحة قد تكون محرجة للحكومة والنظام، على الشباب الثائر الوطنى ألا يخرج اليوم، نعم فلماذا يغامر بحريته أو بحياته أو على أقل تقدير بأحد أعضائه ليطالب بأرض مصرية أجمعت حكومته على التبرؤ منها وكأنه رجس من عمل الشيطان !

لا تخرج فإنهم خارجون يومًا، فعندما تتعمق الأزمة الاقتصادية التي هوت بقيمة عملتنا الوطنية للنصف في خلال سنة ونصف السنة فقط، ستجد هؤلاء يتمنون من يخرج للصراخ بالنيابة عنهم.. لا تخرج دعهم يتمتعون بالراحة ويحتفلون ويمرحون ويغنون ويهتفون.. فقط تعامل كبراجماتى نفعى من أمثال المواطنين الشرفاء العظماء الذين يؤيدون على الدوام !

سيدفعك النظام يومًا للخروج ضده !
لا تخرج عزيزى الثائر ففي يوم قريب ستتمنى الحكومة وجود تظاهرات في الشوارع تتحجج بها ضد الغلاء الذي يتوحش يومًا بعد آخر وضد المشروعات التي لا تنتج إلا هتافات وشعارت.. لا تخرج.. لا تخرج فالكل سيأتى عليه يوم ويغني على تيرانه! لا تخرج حتى لا يلقون عليك باللوم بأنك من تعطل عجلة الإنتاج.. فاكرينها.. دعهم ينتجون ويهتفون واجلس في بيتك متمتعًا بيوم إجازة من الهم شوية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف