المساء
مصطفى بدوى الخطيب
مساء الخير- من أجل مصر
ليس من الأخلاق أن تسب أو تلعن رئيسك. وليس من الأدب أن تصفه بألفاظ هو بعيد عنها.. لمجرد انه اتخذ قرارا أنت لا تعرف أبعاده وغير متوافق مع هواك أو معتقداتك.. وفي نفس الوقت ليس من الوطنية أن نوصم المعارضين بالخيانة. وليس من السياسة أن نرفض الاستماع لهم لمجرد أن آراءهم تخالف آراءنا. خاصة ونحن نعلم جيدا ان الغيرة علي تراب الوطن هي التي تحركهم. والدليل انهم كانوا في مقدمة الصفوف عند مواجهة الاخوان.
أكتب ذلك قبل مظاهرات اليوم والتي أعلن عنها عدد من القوي الوطنية تعبيرا عن رفضهم لاتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية.. بالتأكيد التعبير عن الرأي ما لم يخرج عن حدود الأدب وما لم يصاحبه أعمال تخريبية تضر بمرافق الدولة فهو مطلوب حتي تعرف القيادة السياسية مؤشرات ونتائج قرارها علي أرض الواقع بعيدا عن التقارير أو الاعلام المؤيد الذي يجمل الصورة للقائد ويعطيه نتائج كاذبة.
الدولة التي تبحث عن التقدم والديمقراطية يلزمها معارضة قوية بشرط أن تكون معارضة وطنية تبغي مصالح الوطن العليا. بعيدا عن التركيز والبحث عن سقطات وأخطاء النظام القائم للوصول للسلطة. خاصة أن النقد والمعارضة أسهل كثيرا من اتخاذ القرارات والخطط الاستراتيجية التي يقوم بها النظام السياسي علي طريقة المثل الشعبي "اللي ايده في الميه مش زي اللي ايده في النار".
اعتقد أن القيادة السياسة وقعت في أخطاء خلال معالجة أزمة جزيرتي تيران وصنافير ليس فقط ـ كما تردد ـ في توقيت الاعلان عن الاتفاقية خلال زيارة الملك سلمان الي القاهرة. ولكن من وجهة نظري كان الأفضل خلال هذه الأزمات والتي عادة ما يستغلها المغرضون أن يتم احتواء المعارضة الوطنية لتنضم للوطن وليس اتهامها بالعمالة والخيانة. ولهذا كنت أفضل أن يجلس الرئيس مع زعماء المعارضة ويستمع اليهم ويرد علي استفساراتهم حتي يكونوا علي بينة من كل كبيرة وصغيرة ليتحولوا الي خط الدفاع الأول عن النظام. بدلا من الجلوس مع المؤيدين والذي لا طائل منه.
كان علي النظام السياسي أن يحول المعارضة الي سلاح في يده يستخدمه وقتما يشاء. لا أن يجعله ورقة ضغط عليه هو شخصيا تضره وتكشفه في العراء.
كان علي النظام السياسي أن يترك السعودية لتثبت ملكيتها للجزيرتين من خلال الاعلام المصري بدلا من أن ينبري الاعلام المؤيد للدفاع عن عدم ملكيتهما لمصر في شكل جديد وعجيب وغريب.
وعلي المعارضة الوطنية اليوم اثبات أن الهدف من مظاهرات اليوم فقط توصيل رسالة للنظام السياسي بأنه لا تفريط في التراب المصري بعيدا عن التخريب والسباب وتوجيه الاهانات.. خاصة وان الاتفاقية لن يتم الموافقة عليها الا بعد تصديق البرلمان.
بسرعة:
سؤال وجيه سأله أحد القراء: أين كانت السعودية والتي قطعت علاقتها مع مصر 9 سنوات بعد اتفاقية كامب ديفيد.. لماذا لم تعترض علي ضم أراضيها "تيران وصنافير" للاتفاقية ولماذا لم تطالب بها بعد أن قطعت علاقتها بمصر؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف