محمد جبريل
ع البحري- مروان البرغوتي .. ونوبل للسلام
جوائز نوبل في الاقتصاد والعلوم والطب. تتطلب ابحاثاً مهمة في مجالاتها. عدا المتخصصين. فإن مناقشة بواعث فوز صاحب الانجاز المعرفي أو العلمي تصعب إلا علي المتخصصين. أما جوائز الإنسانيات التي تطلق علي مجموع المواقف أو الإبداعات. فإنها تصبح - في احيان كثرة - خارج التوقع.
نال جائزة الآداب مبدعون كبار. شرفت بهم الجائزة. مثل نجيب محفوظ وألبير كامي وجارثيا ماركيث وغيرهم. وحصل علي الجائزة - في الوقت نفسه - أدباء مغمورون. لم يتعرف الوسط الثقافي في العالم إلي أسمائهم إلا بعد إعلان فوزهم بنوبل. والأسماء كثيرة. إضافة الي أسماء الذين أثروا الإبداع العالمي بأعمالهم. ورحلوا دون ان تخطر أسماؤهم علي أذهان لجان الجائزة.
الأمر نفسه في جائزة نوبل للسلام. أتذكر - علي سبيل المثال - فوز الزعيم الصهيوني الشهير شيمون بيريز بالجائزة العالمية. وثمة الرئيس الأمريكي أوباما الذي نال الجائزة في سنة توليه منصب الرئاسة. ربما تحفيزاً له علي ان ينفذ ما وعد به من احلام!
لكن ترشيح المناضل الفلسطيني مروان البرغوتي يبدو تصويباً للأخطاء الكثيرة التي أوقع فيها المحكمون جائزتهم. فعانت الكثير من الاتهامات. وانها لا تصدر من أوسلو بقدر ما تصدر عن عواصم استعمارية. تخدم بها أهدافاً مشبوهة.
مروان البرغوتي يذكرنا بالزعماء التاريخيين للجزائر. وبنيسلون مانديلا وجومو كيمياتا وباتريس لوموبا. وعشرات القادة والزعماء الذين قضوا معظم حياتهم داخل السجون والمعتقلات. دفاعاً عن حرية بلادهم واستقلالها.
لقد رشحه المناضل الأرجنتيني أدولفو بيريز الحائز علي جائزة نوبل للسلام عام 1980 علي الجائزة العالمية. وقدم أدولفو بيريز إلي جانب الكتاب لوحتين فنيتين من إنتاج الناشط الحقوقي. ووقع علي كتاب الترشيح لجنة مؤلفة من 14 شخصية أوروبية وجنوب إفريقية وأيرلندية لها أدوارها في محاربة القهر والاستبداد. وقال الكتاب إن البرغوتي يقضي أحكاماً في سجون الاحتلال الصهيوني لمدة 540 عاماً. اي انه دخل سجنه للموت! وأكد الكتاب ان وقفة هذه الشخصيات العالمية حتي يحصل البرغوتي علي جائزة نوبل للسلام. إنما تستهدف الانتصار للقيم. وثقافة العدالة الإنسانية. وعلي حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة علي أرضه. دون ملاحقة. سواء بالإعدام أو الاعتقال أو التهجير أو الإبعاد.
هل تناصر الجمعيات الأهلية في الوطن العربي. وفي العالم. حق البرغوتي في نيل الجائزة العالمية. بما تعكسه من فوائد معنوية لنضال الشعب العربي الفلسطيني؟!