الأهرام
أنور عبد اللطيف
مهموم شقة آمال ونكتة صلاح منتصر!
أمضى الرئيس إجازته متنقلا بين عمال المشروعات الجديدة فى عز الحر بسيناء، بينما ظل «المناضلون» أمس يبحثون عن ثقب إبرة وسط البلد للاحتفال بأعياد التحرير على سلم نقابة الصحفيين، فيما حصلت طوابير الغلابة على هدنة من الزحام أمام مكاتب البريد لبدء مشوار الحصول على كراسة شروط حجز شقة العمر بأضخم مشروع للإسكان الاجتماعى فى تاريخ مصر، مما يشير إلى أن الجسد الاجتماعى يتفاعل مع المشروعات التى تمس قضايا الطبقات البسيطة مباشرة، والناس تتحمس لأى انجاز يعطى أملا فى حياة أفضل.

وقد سعدت بالجولة التى قمنا بها وسط مجموعة من كبار الصحفيين الخميس الماضى فى صحبة الوزير النشط مصطفى مدبولى إلى مشروع المائة الف وحدة سكنية بمدينة العاشر من رمضان. وأبهرنى مستوى فخامتها وهى تستحق أن عدد المتقدمين لسحب كراسة الشروط مقابل 50 جنيها في يومين إلى 150 ألف طلب، وهذا معناه أن الناس لم تستسلم لدعاوى الاحباط والتيئيس و تتفاعل مع الأعمال الجادة .

لكن الأهم من سكرة النجاح هو أن تهتم وزارة الإسكان بشكاوى الناس وملاحظاتهم، وتجيب باهتمام عن كل التساؤلات، لأن حملات التشكيك المعتادة تنتعش مستغلة الفكرة السيئة عن مشروعات الإسكان الاجتماعى خلال العقود السابقة وعدم الثقة فى بعض التعبيرات التى فقدت معناها عندما تأتى على ألسنة المسئولين مثل «العدالة الاجتماعية» و«محدودى الدخل» و«قضايا الشباب» وصار التحدى الحقيقى أمام الحكومة هو عدالة توزيع شقق هذا المشروع الضخم الذى انطلق فى 22 محافظة. لأن النجاح هو فرصتها للحصول على الثقة الحقيقية من الناس بعد حصولها على ثقة هزيلة من البرلمان قبل أن يواصل إجازته !

وقد جاءتنى عشرات الردود والاتصالات والتعليقات بعد أن نشرت تقرير إطلاق المشروع فى أهرام السبت الماضى، وسأكتفى بعرض شكوى المواطنة آمال أمين مرسى خريجة معهد صحافة قسم تبريد وتكييف ولا تعمل، لأنها تلخص معظم هذه الردود القلقة وتبحث عن الاطمئنان تقول:

أخشى أن ينطبق على زوجى المثل الذى جاء فى مقالك يوم السبت عن «الحجز فى طنطا والاستلام فى بسيون»، فقد تابعت تصريحات الوزير مصطفى مدبولى، ولاحظت أنه يقدم تسهيلات للمتقدمين الجدد ولا يطمئن الذين دفعوا منذ سبعة أشهر قدموا مثل زوجى، فقد حجزنا بمبلغ 5100 جنيه فى القاهرة الجديدة، برقم 13081، وبعد إعلان يوم الأربعاء الماضى وصل عدد المتقدمين الى 70 ألفا والمتاح فقط هو 1900 وحدة، وأنا مضطرة للدفع لأننا نقيم فى شقة 30 مترا وزوجى ـ أعمال حرة ـ مهدد بالطرد من الشقة لأنه ورثها بالإيجار بعد والده ولا يحق له أن يورثها لأبنائه حسب القانون، كما أنها تطل على قهوة بالفجالة، وتلوث الحارة يهدد حياة إحدى بنتاى المصابة بالقلب، كما أن مجلس النواب فى طريقه لمناقشة قانون الايجارات الجديد وبالتأكيد حسب «مؤشر» الفضائيات سيكون لصالح المالك على حساب المستأجر الغلبان، وليس أمامنا إلا أن نكمل مقدم الحجز الى تسع آلاف فى يوليو القادم وتقسيط مقدم الحجز.40 ألفا. من أول سبتمبر القادم، وتتساءل آمال فى حيرة: هل أكمل المشوار من أجل حياة فى سكن آدمى أم استمر فى الشقة المخنوقة فى «منظرة اللؤلؤة» بالفجالة، وإذا كان الإعلان الأخير قد جاء فيه أن الأولوية فى التسكين للمتزوج ويعول ثم المتزوج حديثا ثم للأصغر سنا، فما الذى يضمن ألانشقى ونستلف حتى ندفع وغيرنا يسكن، لأننى لا أعمل وزجى سيبلغ الخامسة والأربعين فى شهر يوليو القادم؟

عرضت شكوى المواطنة «آمال» على الأستاذ هانى يونس المستشار الإعلامى للوزارة فأكد أن كل من تقدم للحصول على شقة وانطبقت عليه الشروط ودفع مقدم الحجز سيحصل على شقة بحكم القانون بشرط سلامة البيانات، وأن هذا المشروع وضع خصيصا للمواطنين محدودى الدخل.وأن زوج المواطنة آمال سيحصل على شقة سواء فى القاهرة الجديدة أو مدينة بدر، وأن عدد الشـقق ليس مقصـورا على الـ60 الفا الجاهزة أو الـ400 الـف التى أصـر عليهـا الرئيس السيسى نهاية العام، لكنه مشروع ممتد لأنه يعتمد على التمـويل الذاتى الدوار، دون الارتباط بميزانية الدولة، وأن الحـالات التى ليس لها حــق الحصـول على شـقق مقصـورة على من يزور البيانات أو من استفاد بشقة من قبل أو حصل على قــرض إســكان أو قطعــة أرض.. وإذا كانت الدولــة ستضمن فخامة الشقــة والحديقــة والمدرســة والمستشفى فى هذا المشروع الذى يجعل الفقير ـ كما يقول هانى يونس ـ يتساوى ويشعر بالندية مع جاره الغنى، فإن هناك مسئولية على السكان فى تطبيق قيم المجتمع المتحضر داخل البيوت سواء بالحفاظ على نظافة الشوارع وسلامة المبنى أوفى صيانة وطهارة الشقق، وإلا صارت المقارنة بين الغنى والفقير تشبه النكتة ـ التى ارفضها لأنها عنصرية ـ عن الهندى والأمريكى التى حكاها لنا الأستاذ صلاح منتصر، ومضمونها أن هنديا فقيرا قرر أن يعيش حياة الأغنياء، واستأجر شقة فى «كمباوند» للأثرياء، وفى اليوم الأول طرق باب جاره الأمريكى وقال له: أنا مثلك عندك شقة فاخرة وعندى شقة فاخرة، وفى اليوم التالى طرق شقة جاره مرة أخرى بثقة وقال له: أنا مثلك عندك شقة وعندى شقة وعندك سيارة آخر موديل وعندى سيارة آخر موديل، وفى اليوم الثالث عاود طرق شقة جاره بقوة وقال له: اليوم أنا أحسن منك عندك شقة وعندى شقة وعندك سيارة وعندى سيارة مثلها ولكن جارك هندى وأنا جارى أمريكى !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف