أحمد جلال
النائب العام يحيل الأهلى والزمالك إلى منفى القطامية فى صفقة عودة الدورى
*الأولتراس سر رفض الملاعب العسكرية استضافة القطبين
*كوارث المنتخب تهدد ظهور الكبار فى 30 و 31 مارس
بعد توقف دام 50 يومًا.. يُبعث الدورى العام، وتستأنف المسابقة - المهددة دائمًا بالموت المفاجئ خلال الأربع سنوات الأخيرة-نشاطها من جديد، على خلفية قرار مجلس الوزراء ببث الروح فى قطعة الجلد المنفوخ، لتتنفس الأندية الصعداء، ولو مؤقتًا، ومعلنة تحملها لكل تبعات التوقف، الذى تسبب فيه وفاة 20 مشجعًا من جماهير الزمالك، فى أحداث ملعب الدفاع الجوى، قبل مباراة الزمالك مع إنبى التى انتهت بالتعادل الإيجابى.1/1
وساهم قرار النائب العام بتحديد ملابسات اغتيال الضحايا، وتحديد المتسبب فى الكارثة، وإحالة 16 متهمًا من فصيل أولتراس وايت نايتس المحسوب على جماهير الزمالك، إلى محكمة الجنايات، فى تشجيع مجلس الوزراء، على اتخاذ قرار استئناف الدورى، وربما لا يدرك كثيرون أن تغيير رأس الهرم الأمنى فى مصر، كان أيضا أحد أسباب عودة المسابقة، بعد أن ظهر لرجل الشارع، أن قصورًا أمنيًا فادحًا، حدث فى التعامل مع الترتيبات الأمنية الخاصة باللقاء، ومنح خلايا الإرهاب فرصة تغذية بعض العناصر المنتمية لأولتراس، فرصة ارتكاب مذبحة كروية جديدة على أبواب ملعب كرة قدم، ما يعكس غيابًا أمنيًا كام اً، لقراءة المشهد، ومن ثم التعامل معه، لمنع حدوثه من الأساس.
الدورى عاد بالتليفون والمدهش أن اتحاد الكرة ظل حتى اللحظات الأخيرة من صدور القرار بعيدًا عن دائرة المشاركة فى عودة الدورى العام، إلى حد أن بعض أعضائه كان يعيش تغييبًا كاملً عن الموقف، واعترفوا أنهم لا يعلمون أى تفاصيل عن استئناف المسابقة، ولا يدركون أن هناك اجتماعًا تم من الأساس بين وزيرى الشباب والرياضة والداخلية لبحث عودة المسابقة، بل وكان المتحدث الرسمى باسم اتحاد الكرة المهندس محمود الشامى عضو مجلس الإدارة صريحًا إلى أبعد الحدود، حين أكد أن أهل الجبلاية تلقوا موافقة عودة الدورى العام بالتليفون من وزارة الشباب والرياضة، وكانوا آخر من يعلم بملابسات القرار من بعض وسائل الإع ام، التى تولت متابعة الحدث عبر مندوبيها فى مجلس الوزراء!!
منفى القطامية
لكن هناك توابع عديدة لقرار عودة الدورى العام، كان أبرزها إقامة مباريات الزمالك على ملعب بتروسبورت فى القطامية، على خلفية تحاشى محاولات تهجم أولتراس وايت نايتس على مباريات الزمالك، بدعوى الانتقام من اللاعبين، ورفض إقامة المباريات، على غرار ما حدث عقب مذبحة بورسعيد من أولتراس أه اوى، الذى رفض عودة النشاط المحلى قبل القصاص.
واضطر الزمالك إلى الموافقة على قرار النفى، بينما ينتظرو الأهلى بدوره قرارًا مماث لً، رغم أن ملعبه كان قبل كارثة ملعب الدفاع الجوى هو ستاد القاهرة، لكن المتغير الجديد، سيدفع اتحاد الكرة إلى إحالة الأهلى لمنفى القطامية بدوره، لعدة أسباب.. أبرزها خشية أن يسعى أولتراس أه اوى لمناصرة وايت نايتس زملكاوى، برفض إقامة المباريات.. والثانى تطبيق مبدأ المساواة بين القطبين، بحيث يكون ك اهما خارج المناطق السكنية المأهولة، لا سيما وأن الملاعب العسكرية «برج العرب والمكس » ترفض استضافة لقاءات القطبين، بسبب أحداث مؤسفة ارتكبها الجمهور السياسى فى الناديين، بإهانة رموز القوات المسلحة،خلال مباريات كرة قدم.. إضافة لإغلاق ملعب الدفاع الجوى أمام مباريات كرة القدم تمامًا حتى نهاية الموسم على الأقل، بعد المأساة التى حدثت على أبوابه.
أما السبب الثالث فإنه يرجع لقرار النائب العام بإحالة 16 متهمًا من عناصر الوايت نايتس، واتهام جماعة الإخوان بالتحريض على الاشتباكات، خلال مأساة 8 فبراير، ما يعنى أن التحريات أثبتت أن تكرار ارتكاب جرائم كروية، فى حرم ملعب رياضى، أمر وارد، فى ظل عدم توافر شروط الأمن والسلامة، فى ملاعب كرة القدم، بما يكفل عودة الجماهير، وعدم تكرار محاولات اقتحام الملاعب، من بعض الفصائل المشاغبة، ما كان سببًا فى دفع القطبين الكبيرين فاتورة القرار، الذى أدى لنفى مبارياتهما إلى ملعب بتروسبورت بالقطامية.
مشكلة المنتخب.. وأزمة اللعب نهارًا
ورغم ذلك.. تبقى بعض الأمور الأخرى الشائكة أبرزها، صعوبة ظهور القطبين مع انط اق المسابقة فى 30 مارس، لأسباب فنية هذه المرة، تعود إلى أن قوام المنتخب الوطنى الذى يستعد لخوض ودية غينيا يوم26 مارس فى المغرب، ما يعنى أن عودة البعثة ستكون فى اليوم التالى مباشرة، حال رفض إقامة ودية ثانية كما كان منتظرًا، بعد قرار عودة الدورى العام، وما زالت هناك جهود يبذلها الاتحاد الكرة لتوفير ودية ثانية خلال معسكر المغرب، واستغلال الأجندة الدولية ووجود المحترفين لتوفير احتكاك ثان، حتى لا تتكرر مأساة عهد شوقى غريب، الذى حمل اتحاد الكرة المسئولية، بتغليب مصلحة الأندية على المنتخبن بدعوى انتظام مسابقة الدورى العام، ما أدى فى النهاية للخروج الثالث على التوالى من تصفيات كأس الأمم الإفريقية.
والمشكلة الفنية الثانية.. تتعلق بإقامة جميع المباريات نهارًا، سواء الواحدة والنصف ظهرًا، أو الثالثة والنصف عصرًا، الأمر الذى قد يخل بحقوق البث التليفزيونى، حال إقامة مباريات جماهيرية فى توقيت واحد، ويسعى اتحاد الكرة لإقناع الأمن، بإقامة بعض المباريات تحت الأضواء الكاشفة، خاصة أن شهر رمضان سيشهد عددًا كبيرًا من مباريات هذا الموسم.