* أكتب هذه الكلمات صباح الأحد لتنشر صباح اليوم الأربعاء في طريقي إلي دبي للمشاركة في الملتقي العربي للسياحة الذي تجاوز عمره الآن العشرين عاما.. وقد حضرت هذا الملتقي منذ دورته الأولي.. وكانت بداية متواضعة.. ولكن الاصرار علي الاستمرار وتحقيق النجاح وراء التطور عاما بعد عام واكتساب عارضين ومشاركين جدد عاما بعد عام. حتي أصبح واحدا من أهم المعارض والملتقيات السياحية الدولية.
* ومقارنة بين هذا المعرض الذي بدأ صغيرا.. وكبروني.. ومعرض مصري آخر بدأ صغيرا أيضا.. ولم يصبروا عليه ولم يدعموه.. فكانت النتيجة ايقافه.. وأصبحت مصر البلد السياحي الهام بدون معرض دولي للسياحة بينما كل العواصم حولنا شرقا وغربا وشمالاً وجنوبا تشهد اقامة معارض دولية سياحية.
* ليس هنا علي أي حال مجال للحديث عن مثل هذه المعارض. ولكني أردت أن أشير إلي أهمية الصبر والمثابرة حتي ينجح العمل.. وانه ليس مفروضا أن يبدأ كل شيء عملاقا من اللحظة الأولي.
* أيضا أردت بالاشارة إلي أن أكتب هذه الكلمات صباح الأحد الآ أني لم أشهد بالتالي ما قد يكون قد حدث في يوم الاثنين الخامس والعشرين من ابريل.. وهل كانت هناك مظاهرات بالفعل. تنتهز فرصة الجدال حول جزيرتي تيران وصنافير وتحاول الاساءة الي مصر وقياداتها باتهامات زائفة..
* مهما كان الأمر.. فإن الكل بدأ يتفهم حقائق الأمور.. ويدرك أيضا أن الذين يتعلقون بتيران وصنافير ليسيئوا الي مصر وقيادتها ويهزوا استقرارها ويشوهوا صورتها.. هؤلاء جميعا انكشف أمرهم وانفضح.
* ولقد أشرت في مقال الأسبوع الماضي إلي أن الأمر اذا كان تعبيرا عن المعارضة في اعادة تيران وصنافير.. فلا بأس في هذا.. وان الهدف من المظاهرات اذا كان كذلك. فقد تحقق. وليس هناك بعد ذلك ضرورة لاعادة التعبير عن هذا الرأي بمظاهرات أخري.. فقد "وصلت الفكرة" كما يقول أهل التليفزيون. ولا داعي لاشاعة جو القلق.. وعدم الاستقرار.. فضلا عن اتاحة الفرصة للخونة من جماعة الاخوان الارهابية و6 ابليس الخائنة لتسلق أكتاف المتظاهرين لتحقيق أهدافهم الدنيئة.
* الوقت الآن بالنسبة لتيران وصنافير. هو وقت النقاش والدرس.. ومن لديه وثيقة يؤكد بها مصرية الحزيرتين فليتقدم بها.. والحلقات العلمية التي تم تكوينها في أكثر من جهة.. الي جانب البرلمان.. هي الآن المنوط بها حسم الأمر.. فلندع الأمر اذن للباحثين والدارسين.. ويكفي هذا لمن عبر عن رأيه بالتظاهر.. أو حتي بالشعور بالصدمة.. وعلينا الانتظار الي أن تطرح كل الوثائق للنقاش العلمي أولا.. والعام ثانيا..
* اشارة أخري إلي هؤلاء الذين ينتهزون فرصة أعيادنا القومية لكي يشوهوها بتظاهرات معادية للوطن وقياداته.. هؤلاء يختارون عيد سيناء ليغطي علي احتفالاتنا بتحريرها.. كما اختاروا من قبل عيد ثورة يوليو ليحاولوا الهجوم علي مقر وزارة الدفاع.. وكما انتهزوا أعياد أكتوبر ليحاولوا طمس انتصارات أكتوبر.
أعمال هؤلاء جميعا تندرج تحت بند واحد.. هو خياتة الوطن.. وليس هذا تخوينا لأحد.. بل هو توصيف لأفعال لا تخرج عن فعل الخيانة.
* ومثل هؤلاء في الخيانة.. بل ربما كانوا أكثر إيغالا في الخيانة. بعض الذين التقوا الرئيس الفرنسي أولاند وحاولوا استعداءه علي مصر.. فصدهم الرجل صداً كريما لا يستحقونه.. فاستمرءوا الخيانة فعادوا يطالبونه بايقاف العون الاقتصادي.. أو باشتراطه بشروطهم الئيمة والغادرة.. فلطمهم الرجل علي وجوههم الخائنة بلطمات كانت كفيلة بأن يخجلوا من أنفسهم. ولكنهم تمادوا في خيانتهم.. وهم علي استعداد لمواصلة خيانتهم مع كل ضيف آخر.. ومع كل من يدفع من الخارج ويمول تنظيماتهم المشبوهة.. ولكن مصر ليست علي استعداد للتسامح مع الخيانة ولم يعد هناك أي مكان للخونة بيننا.
ولابد ونحن ننهي هذه الكلمات ان نحيي في يوم سيناء تضحيات شهدائنا الذين رووا بدمائهم كل شبر فيها علي مدي حروبنا منذ 1948. 1956. 1967. ..1973 ثم حربنا المستمرة مع الارهاب الذي اتخذ من أرضها الطاهرة نقطة انطلاق يحاول الوثوب منها الي باقي الوطن.. ولكن تضحيات شهدائنا المستمرة يوميا تصد عن مصر خيانة الخائنين وتآمر المتآمرين.. ولن يهزم هؤلاء الخونة مصر بملايينها التسعين.. مصر أبقي من الجميع وستبقي دائما مقبرة للغزاة والمعتدين وأيضا للخونة والارهابيين.. وحفظ الله مصر وقائدها وشعبها.