الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية-وزراء.. أبولمعة!!
عجبت لما يقوله بعض وزرائنا.. فهم أحيانا نراهم يملكون فكرًا راجحًا.. وأحيانا لا نراهم كذلك، بل بعضهم تكاد تصريحاته تناقض بعضها البعض.. من هؤلاء الوزير محمد سعفان وزير القوى العاملة - هذا إن كانت عندنا بالفعل وزارة تهتم بالقوى العاملة - أو ترعى مصالح العمال.. والإنتاج القومی.
<< وحسنًا فعل الوزير سعفان، وما أعلنه ونفاه من تداول البعض عزم الحكومة بيع شركات الغزل والنسيج، خاصة وأنها تعانى على مدار السنوات الماضية من كثير من السلبيات.. بل وأكد - وهذا أمر طيب - أن الحكومة تتجه لإعادة هذه الصناعة إلى سابق عهدها.. عن طريق إعادة تأهيل الآلات والمعدات وتوفير المادة الخام من الأقطان.
ولكن - ومنذ ساعات، أى قبيل ذلك - أعلن نفس الوزير فى حديث لجريدة الأهرام من أن خطط إنقاذ صناعة الغزل والنسيج سوف تنتهى عام 2030 ياه: يا مين يعيش.. وهل سوف يستمر الوزير 14 عامًا فى موقعه الوزارى.. حتى يضمن لنفسه وللناس جميعًا تنفيذ هذا المخطط الذى بات حلمًا.. نقول ذلك لأننا نعرف جميعًا أن الوزير الجديد - أى وزير - يكون أول عمله عندما يجلس، أن يلغى مجهودات وأفكار ومشروعات من سبقه.. على نفس الكرسى!!
<< والمشكلة هنا أننا نعترف أن هذه الصناعة قامت عليها حضارات عديدة، فى مصر.. وفى معظم الدول.. لأنها الصناعة الأكثر طلبًا للقوى العاملة.. وأنها - فى مصر بالذات - كانت تستوعب أكثر من ثلث كل القوى العاملة عندنا.. عندما كانت عندنا صناعة ناجحة للغزل والنسيج، بداية من المحالج إلى معاصر الزيوت إلى الغزل والنسيج ثم الصباغة والتجهيز.. وصولاً إلى الملابس الجاهزة.
<< ولما كان الوزير محمد سعفان يعرف هذا كله..، فلماذا الانتظار ألا يعرف أننا فقدنا أعظم هذه المصانع التى كانت تنتشر فى كل ربوع مصر.. وكانت مصر من أيام محمد على.. ثم حفيدة الخديو إسماعيل وصولا إلى عصر عبدالناصر تفتخر بوجود هذه الصناعة التى هى أم كثير من الصناعات.
ألا يدرك أننا فقدنا كل هذه الخبرة «التى كانت عالمية» بسبب سياسة الخصخصة التى دمرت هذه الصناعة وغيرها. وتركنا المعدات والمغازل والأنوال يأكلها الصدأ.
<< ألا يعرف الوزير أن لسان كل إنسان في مصر الآن يقول «عيشنى النهاردة.. وموتنى بكرة» لأن البطون الخاوية لا تنشئ أوطانًا.. ولماذا لا يقنع الوزير الحكومة كلها ببدء مشروع قومي لإنقاذ هذه الصناعة مداها خمس سنوات.. وليس 14 عامًا.. طيب.. والنبى من يضمن لنا أن يتحقق ذلك خلال 14 عامًا.. حقًا.. الملافظ سعد.. وحلم الناس يطول تحقيقه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف