الأهرام
محمد مصطفى حافظ
بحلم لمصر "1"
سمعت دعاء عجوز مصرية أصيلة من الزمن الجميل " اللهم أحفظ مصر من كل شر أحنا أحسن من غيرنا كثير" ، مثالا للمواطن الذي لا يحمل بين ثنايا قلبه وعقله إلا الإخلاص لوطنه رغم عدم رؤيته ما يطفئ لهيب أحلامه المتواضعة من أربعة جدران وأساس علي قد الحال أو لقيمات تسد جوعه وصحة بلا داء وستر من العوزة ، سوي غني النفس ورضا بالقليل وضحكة صافية لأمن وأمان وإيمان يملئ القلب وحب يسع المحيطين ورضا بالموجود يجود .
فقلت في نفسي ما أجمل ممثلة هذا الشعب التي تحمل بين طياتها حضارة وتاريخ وقوة وعشق المحبين لتراب الوطن مهما بلغت تحدياته بعيداً عن صراع الأشرار وأصحاب المصالح الذاتية وخطايا السياسيين ومرتعشين القرار لبلد يستحق الأفضل ، نعم لا أحد يجرؤ القول بأنه لا توجد أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية وإعلامية إما نتيجة تراكمات لفشل أنظمة سابقة لم تراعي حقوقه وسلوكيات لمواطنين لم تؤدي الواجب نحوه ، ومتربصين الداخل والخارج لا يريدون خير مستحق ، نعم هناك مشاكل معروفة الحلول تنقل الحال لأحسن الأحوال ولكن لا ادري سبباً لعدم جرأة الإقرار ، فمصر ولادة تملك الموارد وعبقرية المكان وأولاد عباقرة بالداخل والخارج يلفظهم الاختيار ممن يملكون القرار ، ولا نفتقد التشخيص وروشته الصواب بدليل آلاف التوصيات من مؤتمرات وبحوث تتعثر بين طيات الأوراق وإدراج المكاتب وتصريحات المسئولين ومانشيتات لا تساوي أحبارها بلا منطق لعدم تحقيقها .

فإذا شئنا المصارحة مراعاة للخالق في بلدنا أم الدنيا بشهادة العدو قبل الحبيب ، فمثلاً ما يشهده الاقتصاد المصري من ركود يعد الأصعب منذ حرب أكتوبر وتداعيات أزمة مالية عالمية إلا أنه أستطاع الصمود واجتياز ثورتين متتاليتين رغم انعكاساتهما السياسية من أزمات تموج بالمنطقة والعالم من حروب وإرهاب ومؤامرات تعجيز وتركيع وتفريق وتقسيم ، ورغم تباطؤ معدلات نموه العام الماضي بنسبة ٣٪ منذ عام ٢٠١١ وانخفاض الاحتياطي الأجنبي ١٦,٥٣ مليار دولار بنهاية فبراير ٢٠١٦ لأسباب تدني موارد عائدات السياحة بنحو ٧,٤ مليار دولار مقارنة ١٠,٦ مليار دولار ٢٠١٠ ، وتراجع الصادرات إلي ٢٣ مليار دولار والاستثمارات الأجنبية المباشرة إلي ٦,٣ مليار دولار بعد إن كانت ١٣ مليار دولار في ٢٠٠٨ ، وثبات نسبي لعائدات قناة السويس عند 5,4 مليار دولار ، وتدني تحويلات المصريين بالخارج لعوامل كثيرة يتم تفسيرها لاحقاً ، مما يحتم حلول خارج الصندوق وجرأة القرار وحسم التنفيذ.

من هذا المنطلق نستعرض حلول لمشاكلنا الاقتصادية رغم إنجازات عامين بتدشين عدد من المشروعات القومية الكبرى مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والطرق والنقل والإسكان الاجتماعي وزراعة ١,٥ مليون فدان، ولكن ذلك ليس كافياً بل نحتاج ترتيب الأولويات وخطط قصيرة وعاجلة تلمس المواطن العادي وتحسن معيشته وتحد من بطالة الشباب والتهاب أسعار فاتورة خدماته الأساسية ، وهذا ما ستناوله لاحقاً لمتخذي القرار بضرورة تنقية القوانين المحفزة للاستثمار ..وحينها سنجني جميعا استجابة دعاء مصرية .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف