الرأى للشعب
ممدوح عيد
أسئلة بريئة

بعد ان وافق مجلس النواب علي برنامج الحكومة و بعد ان وعد المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة سوف تراعي ملاحظات النواب هل تسطيع الدولة بشقها التنفيذي المتمثل في مجلس الوزراء و شقها التشريعي المتمثل في مجلس النواب ان يحققا مطالب "الشعب".

بالتأكيد فان مطالب الشعب تكاد تكون واحدة حتي مع اختلاف الطبقات الاجتماعية و الثقافية .. الشعب يريد مكان يعالج فيه ودواء متوفر له عندما يمرض .. يريد القضاء علي الفساد و خاصة في المحليات .. يريد نائب منتخب يعبر عنه و يسعي علي تحقيق مصالحه و لا يتهرب منه.. يريد القضاء علي البطالة .. يريد سكن مناسب .. يريد موصلات لا تعرضة هو و أسرته إلي المهالك .. يريد مدرسة لتعلم أبنائه بشكل مناسب يريد ألا تقضي الحكومة علي نبوغ الطلاب و علي انتمائهم و مستقبلهم عندما يروا مجموع كليات القمة في الجامعات الحكومية تزيد علي الـ 98% و في الجامعات الخاصة 60 % كيف يستقيم فكر الشباب في مستقبل حياتهم و هو يروا أن كل شئ لابد ان يتم شرائه بالمال حتي المستقبل ؟ .. الشعب يريد أن تختفي الواسطة و المحسوبية.

مطالب و أحلام الشعب الآن أصبحت بسيطة جدا ففي الماضي كانت هناك نغمة بين الناس كل منهم يقول أريد أن اترك لأولادي ما ينفعهم في مستقبلهم .. و قد تلاشت هذه المقولة بالفعل و أصبح رب الأسرة يقول لا أريد إلا الستر و أن ألبي مطالب الأولاد و لو بالقليل.

مطالب الشعب المصري الآن وجبتين بدلا من ثلاث حتي لو كانتا من الفول المدمس.

هل تستطيع الحكومة و مجلس النواب أن يلبوا هذه المطالب للمواطن المصري ؟ هل يستطيع كل وزير أن يعمل و فق منهجية مؤسسية و أن يكمل خططه بناءا علي خطط من كان وزيرا قبله ؟ هل يستطيع كل وزير أن يتكامل مع باقي الوزراء في منظومة و واحدة ؟ هل يستطيع كل وزير أن يستعين بأصحاب الخبرة الحقيقيين حتي لو كانوا من معارضيه؟

هل يستطيع كل نائب في البرلمان أن يسمو للمصلحة العليا للبلاد ؟ هل يستطيع كل نائب أن يتخلي عن المعارك الجانبية مع معارضيه و يتفرغ لمصلحة الشعب الذي أتي به إلي كرسي البرلمان ؟ هل يعمل كل نائب علي تلبية احتياجات أبناء دائرته ؟ هل يستطيع كل نائب البعد عن الظهور في التلفزيون و الصحافة المدفوعة الأجر و هو يجاهر بالمصلحة العامة و ان يعمل في صمت، ويصبح عمله البرلماني من داخله و ليس من أجل الانتخابات؟ هل يستطيع كل نائب أن يتحالف مع المنافسين له في الانتخابات من اجل مصلحة الوطن ؟.. أسئلة بريئة من مئات الأسئلة التي يطرحها الشعب و يريد لها إجابة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف