جلال الغندور
شيطانى وجمعة الأرض والرئيس
نشرت جريدة الشروق أواخر الأسبوع الماضى خبرًا يفيد باجتماع الرئيس السيسى بقيادات الداخلية، وتأكيده على منع التظاهرات يوم 25 إبريل وعدم سماحه بتكرار مظاهرات جمعة الأرض.
بعدها بأقل من 24 ساعة أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا أبدت فيه استياءها البالغ مما نشرته الزميلة «الشروق» نافية صحة ما ذُكر فى الخبر.
أنا بدورى مصدق جدًا رئاسة الجمهورية، فهى لا تحتاج لمثل هذا الاجتماع لمنع التظاهرات يوم 25 إبريل فهى بعون قانون التظاهر ممنوعة فى 25 و26 و27 وكل الأيام.
شيطانى يلح علىَّ أن أسأل لماذا لم تصرح الرئاسة بأنها مع حرية الرأى، وأنها ترحب بالمظاهرات؟. ويسألنى أيضًا أين محبوسى جمعة الأرض ؟ هل ما زالوا فى السجون أم قدرت الدولة غيرتهم على وطنهم أم جددت لهم الحبس الاحتياطى؟
وإذا كان الرئيس صرح فى اجتماعه مع الأسرة المصرية بأنه مع غيرة المواطنين على وطنهم، فشيطانى يسأل لماذا لم يقل صراحة بأنه يرحب بالتظاهر؟
عفوًا شيطانى فالسؤال لا يحتاج لإجابة.
-باسم الإنسانية افرجوا عن محبوسى «جمعة الأرض»، باسم الوطنية أفرجوا عنهم، لأجل مصلحتكم، أفرجوا عنهم، فلا أعرف لماذا يصمم النظام على البحث عن أمور تجلب له النقد كل فترة، ولماذا يصر على تجديد حبس متظاهرى جمعة الأرض، وقبلها حبس طفل لقرابة 700 يوم فقط لأنه ارتدى تيشرت مكتوب عليه «وطن بلا تعذيب».
عقلى يرفض أن أكون «أحمد سبع الليل» فى النصف الأول من فيلم «البرىء» وأصدق أن هؤلاء هم أعداء الوطن، والمشهد كله نقلنى إلى النصف الثانى من الفيلم مباشرة، فصديقى المخرج أحمد سليمان منهم ذلك الشاب النوبى الحالم المحب لوطنه لدرجة الجنون لا يمكن أن يكون من أعدائه.
أفرجوا عن محمد بدر، آسر عبد الحليم، أحمد محمد، عمر إسماعيل، محمد عربى، أدهم سمير، محمد قطب، محمد جمال، إسماعيل جمال عبدالفتاح، يونس محمد، على عبد المنعم، محمد عامر، أحمد سيد، أيمن مجدى، خالد جمال، خالد عبدالفتاح، مصطفى جمال، شريف صفوت، محمد أحمد، أنس عطية. أمير خالد، شريف حسام، محمود أحمد، إسلام مصطفى، خالد أيمن.
-الغريب والمريب فى قضية متظاهرى جمعة الغضب هو أن رحيمة الشريف، الشاهدة عليهم لها فيديو على الإنترنت تصرخ فى المتظاهرين وتتوعدهم وتسبهم «يا خونة يا عملاء». ولا أعرف كيف استندت النيابة على شاهدتها لتجديد حبسهم، والفيديو يقول إنها شاهد وخصم فى وقت واحد.
الفيديو نفسه يفقد النظام عددًا من مؤيديه، فنحن فى مجتمع شرقى لا يستوعب أبدا أن تقف أنثى لتتطاول أو تسب رجلًا، الأغرب فى الفيديو أن أحد المتظاهرين قال لها «إحنا مش راضيين نرد عليكى رغم أنك شتمتى...» إلا أن الرد منها كان وابلًا جديدًا من السباب.
أرجوكم «بعض من الذكاء لا يفسد للنظام قضية»، فلماذا تصرون على تصدير نماذج تخسرون بها بدلًا من أن تكسبوا.