أحمد جلال
الحرب الأهلية تورط متعب فى حركة تمرد بالأهلى
كان المشهد مستفزًا، ومثيرًا للجدل، عندما كشفت كاميرات التليفزيون رفض عماد متعب نجم النادى الأهلى، إجراء حركات الإحماء، فى الدقائق الأخيرة من مباراة الأهلى ويانج أفريكانز التنزانى، فى إياب دور الـ 16 لدورى أبطال إفريقيا.
ورغم أن عماد متعب حاول الدفاع عن نفسه، بالتأكيد على أنه لم يتمرد على تعليمات مارتن يول، وأنه فقط كان ينتظر قرار الجهاز الفنى، حتى لا يقوم من تلقاء نفسه بالإحماء، إلا أن محاولات إظهار محمد أبو العلا مدرب الأحمال، بأنه لم يرجع للجهاز الفنى، طرح ساذج للغاية، باعتبار أن القواعد المتعارف عليها، فى إجراء التغيير بالأهلى، تبدأ بتشاور مارتن يول مع أسامة عرابى، أو محمد عبدالعظيم، حسب وجود أحدهما فى المنطقة الفنية، ثم يوجه المدرب العام تعليماته لمدرب الأحمال محمد أبوالعلا، ليجرى حركات الإحماء، مع اللاعب الذى يطلب مارتن يول تجهيزه للدفع به، حسب ظروف كل مباراة.
متعب كان يشعر بغضب عارم، لأنه بات دائماً فى موقف عصيب، ولا يتم الدفع به إلا فى اللحظات القاتلة، وهو أمر أصابه بالضجر، رغم أنه نجح كثيراً فى أن ينقذ الأهلى من خسارة لقب، أو حسم نتيجة لقاء، إلى حد أنه بات بالفعل ملك اللحظات الأخيرة، وكان أبرزها هدفه التاريخى فى مرمى سيوى سبورت الإيفوارى، فى نهائى الكونفيدرالية الإفريقية، الموسم قبل الماضي.
متعب كان ينتظر فقط أن يتحدث إليه محمد عبد العظيم، أو أسامة عرابى، لا سيما وأنه شعر بصعوبة موقفه، فى مباراة تكهربت بسبب حالة التراخى، التى كان عليها زملاؤه، وفشل الجهاز الفنى فى التعامل معها، طوال اللقاء، رغم هدف حسام غالى، الذى كان يفترض أن يفتح الطريق أمام المزيد من الأهداف، لكنه لم يكن كذلك، بعد أن قلب يانج أفريكانز الطاولة، بهدفه المفاجىء، فى مرمى شريف إكرامى.
لكن عظيمة، وعرابى لم يفكرا فى التوجه للاعب الكبير، وكلاهما كان يفكر فيما يدور برأس الخواجة الهولندى، خاصة وأن دورهما متداخل إلى حد بعيد، رغم أن قرار تعيين عرابى، كان يعنى أن تؤول صلاحيات الرجل الثانى له، على أن يتحول عبد العظيم لمنصب المدرب رقم 3، لكن الأخير تقرب من مارتن يول، مستغلاً قدرته على التحدث بالانجليزية بطلاقة، ليوحى للمدرب الهولندى أن وجوده فى صدارة المشهد، أمر مهم للغاية، ونجح عظيمة فى مقصده، بعد أن شن حرباً أهلية شرسة ضد عرابى، الذى لا يفكر بنفس الطريقة
مارتن يول كان بالفعل خارج نطاق الأزمة، إذ أنه قال بالنص: «أبلغنى الجهاز الفنى المعاون، أن متعب هو الرجل الأنسب، للمشاركة فى الدقائق الأخيرة، وأنه يجيد بشكل مذهل فى اللحظات القاتلة، ونجح فى أن يحرز هذا الموسم أكثر من هدف فى اللحظات الأخيرة، أبرزها أمام بتروجت، والإنتاج الحربى، بالدور الأول».
هذا التصريح يعكس عدم قناعة مارتن يول بعماد متعب كلاعب أساسى يعتمد عليه، فى فترة أكبر من الدقائق الأخيرة، بدليل أنه لا يعتمد عليه أساسياً، ويضعه فى المرتبة رقم 3 بعد عمرو جمال، وماليك إيفونا.
يول أيضاً أشرك عماد متعب، لأنه كان يضع فى حساباته، السيناريو الأسوأ، وفق الحالة غير الطبيعية، التى كان عليها لاعبو الأهلى، وأدت لتأخر الهدف الأول، وارتباك الحسابات بهدف تعادل يانج، ودفع بمتعب من أجل تنفيذ ركلات الترجيح، وهو السبب الحقيقى لتردد النجم الكبير فى الاستجابة للتغيير، حتى لا يسقط فى مأزق الإخفاق، وينهى مسيرته مع الأهلى، بصورة لا تليق بتاريخه الكبير.