فيلم الطريق المستقيم هل تذكرونه هو فيلم بطولة يوسف وهبي وفاطمة رشدي تم إنتاجه عام 1943، لم أر هذا الفيلم من سنوات طويلة وفوجئت بابنتي تتوقف أمامه وهي مندهشة من طريقة الأداء التمثيلي المبالغ فيه والذي كان هو أُسلوب التمثيل المعتاد آنذاك غير أن هذا الأداء لم يكن هو ما شدني للفيلم وإنما تفاصيل أخري توضح كيف كانت الحياة آنذاك، فالبطل يوسف وهبي قرر مديره فجأة أن يرسله بدلا من شخص آخر إلي سوريا، فسافر فورا وهكذا كان السفر سهلا وبلا تأشيرة، وعندما مر بنقطة ختم جوازات السفر وكانت آنذاك عند الإسماعيلية كانت هناك لافتة مكتوب عليها « فلسطين 114 كيلو»، هكذا كان السفر لفلسطين أيسر من السفر لمرسي مطروح، وفي تفاصيل الفيلم تقع حادثة فتصل إشارة من شرطة دمشق لشرطة القاهرة تبلغ بالحادثة وكأنهما قسمان للشرطة في بلد واحد، وفي نهاية الفيلم عندما أراد البطل الهرب من بيروت والعودة لمصر ولم يكن معه مال تعلق في أسفل قطار الشرق الذي كان يصل عواصم البلاد العربية حتي وصل إلي القاهرة،. استوقفتني تلك التفاصيل التي تكاد تكون هامشية في الرواية ولكنها حملت معاني مثيرة بالنسبة لي فلهذه الدرجة كانت العلاقات وثيقة بين الدول العربية ورغم أنه لم تكن الطائرات بالسهولة الحالية فإن التواصل بين شعوب تلك المنطقة كان أيسر عبر القطار، كانت الحدود حدودا وهمية لا تقف أمام تنقل الشعوب تلك المنطقة بحرية، وهو ما يحدث الآن في أوروبا حيث يمكنك ركوب القطار للتنقل بسهولة بين عواصم أوروبا بلا تأشيرة للأوروبيين وبمنتهي السهولة واليسر بالرغم من أن شعوب أوروبا كانت بينها حروب راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر ورغم أن أوروبا يوجد بها عشرات اللغات والعرقيات، وانظروا ماذا حدث لنا نحن زُرِعَت فينا إسرائيل وبُنيت الحواجز وتوقف قطار الشرق وأصبح الحصول علي تأشيرة بعض البلاد العربية أصعب من زيارة أوروبا، هذا هو حالنا الآن، الحال الذي أري أنه السبب في كل هذه البلبلة بخصوص جزيرتي تيران وصنافير وهل هما تتبعا مصر أم السعودية، فنحن نشعر بأننا وحدنا وأن كل كيان ليس له علاقة بمن حوله وأصبح التخوين والشك في الآخرين هما أساس التعامل بين الجميع وربما هذا ما إشار إليه الرئيس السيسي بعبارة كانت هي أهم ما توقفت أمامه في كلمته وهي عبارة الانتحار الجماعي، فبالفعل حالة التخوين والهجوم التي يقوم بها الجميع ضد الجميع والكل الذي يقول أنا أنا أنا وينسي أن الدول والأمم لا تبني إلا بكلمة نحن نحن نحن تسببت في النظر إلي تلك القضية من زاوية هل فعلا تلك الأرض لنا أم لهم في حين أن الأمر هو أعمق من ذلك، الأمر من وجهة نظري والذي كان ينبغي السؤال عنه هو لماذا الآن لماذا تبحث الدول العربية عن حقوقها لدي بعضها البعض ولا تبحث عن حقوقها مع بعضها البعض، الدول كشعوبها تقول أنا أنا ولا تفكر في نحن نحن وهذا هو بيت القصيد الذي ينبغي أن نحزن من أجله.
ذكري غواص في بحر النغم والألم
تمر ذكري الموسيقار الشهير والرائع عمار الشريعي هذا الشهر هذا الفنان الرائع الذي كان يغوص في أعماق الموسيقي العربية ليخرج لنا جواهر نادرة من الألحان والموسيقي، الفنان الذي كان يعاني من الألم ويتحدي المرض كان يبدع ويقدم أعماله الرائعة برغم آلامه هذه، في هذا العدد قمنا بعمل حوار مع أسرته وحرصنا علي أن تضم المجلة سي دي لمجموعة من أجمل أغانيه بعضها يذاع لأول مرة منها أغنية هنا القاهرة وأغنية حبيبتي بصوته شكرًا للإعلامية ميرفت القفاص وابنه مراد علي منحنا تلك الأغنيات حتي يسمعها الجمهور ويتذكر هذا العبقري الذي سيبقي اسمه للأبد محفورا مع عظماء الفن في مصر٫
نور الكلمات:
«السعادة هى معنى وهدف وغاية الحياة». أرسطو