الدستور
أحمد- ابراهيم
وماذا بعد المؤتمر الاقتصادى؟
المصريون كانوا يحتاجون إلى الفرحة فكان المؤتمر الاقتصادى فرصة لإعلان فرحتهم التى اشتاقوا إليها منذ سنوات طويلة، رغم أن كثيرًا منهم لا يعلم شيئًا عن المؤتمر ولكنهم سعداء بالصورة المبهرة التى ظهرت عليها مصر أمام العالم وبالكلمات الرائعة للزعماء العرب وكذلك رؤساء الوفود الأوروبية والأفريقية حول أهمية مصر ودورها التاريخى، وقد توقفت كثيرًا أمام رئيس الوفد الفرنسى وهو يقول إن مصر فى قلب التاريخ أى أنها فعلاً أم الدنيا وأنها لم تأت من المجهول أو على هامش التاريخ ومهما حدث لها من تدن وتراجع فإن مخزون السبعة آلاف سنة حضارة يظهر وقت الأزمات، فالمؤتمر كان بمثابة اكتشاف لمصر من جديد، مصر التى لا نعرفها والتى يجب أن نعيد قراءة تاريخها مرة أخرى.المؤتمر حقق ثلاث نتائج مهمة الأولى سياسية، حيث كتب نهاية لجماعة الإخوان واعتراف من كل دول العالم بأن 30 يونيو كانت ثورة شعبية، النتيجة الثانية سياحية فكان المؤتمر رسالة طمأنينة للعالم كله، حيث استطاعت مصر تأمين هذا الكم الهائل من الملوك والرؤساء والزعماء وهى بذلك تفتح ذراعيها بكل حب وترحاب لضيوفها الأجانب سواء سائحين أو مسئولين وسوف يكونون فى أمن و أمان.
أما النتيجة الأخيرة وهى اقتصادية، حيث تم عرض الفرص الاستثمارية ومقومات مصر الافتصادية فى المؤتمر وأيضًا عقد اتفاقات ومذكرات تفاهم لمشروعات كبيرة فى مجالات متعددة، وكذلك فتح آفاق جديدة لاستثمارات مستقبلية أتمنى أن تكون فى مجال التصنيع والزراعة وتعمير الصحراء الشاسعة وكل ما يحقق إضافة حقيقية للناتج القومى بجانب الاستثمارات التى تم الاتفاق عليها فى مجال الخدمات والعقارات وسد عجز الكهرباء والطاقة، نجاح الحكومة فى أن يخرج المؤتمر بهذه الصورة شكلاً ومضمونًا يلقى عليها بمسؤولية كبيرة فى أن يتم ترجمة الاتفاقيات على أرض الواقع وتذليل، العقبات أمام المستثمرين والقضاء على الفساد فى الجهاز الإدارى للدولة، لأن موظفًا صغيرًا فاسد فى وحدة محلية فى قرية أو عزبة يستطيع أن يفشل مشروعًا بمليار جنيه أو يقف عقبة أمام تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية، أو يجعل قانون الاستثمار حبرًا على ورق، لذلك أقترح على الحكومة إنشاء وحدة تابعة لرئيس الجمهورية مباشرة يتم اختيار موظفيها من أفضل العناصر تعليمًا وتدريبًا ومن القطاع الخاص وإدارات الاستثمار والائتمان فى البنوك مهمتها التعامل مع المستثمرين وإنهاء جميع الإجراءات مع كل أجهزة الدولة لأنه من الواضح أن هناك مشكلة كبيرة فى تعامل المستثمريين، مع الأجهزة الحكومية، مشكلة كانت مطروحة بقوة فى جلسات المؤتمر الاقتصادى وقد تؤدى إلى إفشال نتائجه وإفساد فرحة المصريين وإصابتهم باليأس والإحباط، مطلوب جهاز إدارى يحصل أعضاؤه على مرتبات مجزية حتى يتعاملوا مع المستثمرين بكل شفافية واحترام ونزاهة تجنبا لإفسادهم،
■ مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف