يسرى السيد
ألغام ومتفجرات في حوار هادئ مع وزير الثقافة "2"
حين يخيم علي الواقع باحباطاته لا أجد أمامي الا الله والفن.. في رحاب الله اجد الراحة والسكينة.. وفي محراب الفن أجد تذكرة السفر الي الحلم والخيال... احلق بعيدا عن الواقع لحظات او دقائق او ساعات حسب التساهيل لكنها بالنسبة لي النقطة الحرجة التي تفصلني او تنقذني من حالات الجنون والذهول... بدأت الاسبوع الماضي حوارا مع الصديق والزميل الكاتب حلمي النمنم وزير الثقافة واستكمل حلقات الحوار معه اليوم:-
* قلت: توليت الوزارة في ظروف صعبة جدا... كيف تعامل الكاتب الصحفي الذي يحلم بالكمال والمطلق مع منصب الوزير الذي¢ يكلبشه ¢الواقع ؟
- قال: مارست العمل التنفيذي مرتين في وزارة الثقافة كنائب لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للكتاب. كرئيس لمجلس ادارة دار الكتب والوثائق مرورا برئاسة هيئة الكتاب وقبل ذلك رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال...و للعمل التنفيذي أدواته وآلياته غير الكتابة الصحفية. فأنت ملزم هنا بقوانين ولوائح وسياسات ومصالح عامة. ولست حرا كالكتابة.
* قلت: بصراحة هل كُبّل قلم الكاتب الصحفي وهو يكتب حتي الآن... وهل تأثر وتحرج بعد أن أصبح صاحبه وزيرا للثقافة؟
- قال:لم يتأثر قلمي ولم يكبل!!
* قلت: لماذا ؟
- قال: موقع الوزير عمل حاجتين لي: إتاحة مصدر للمعلومات لم تكن متاحة لك من قبل.لكنك لست حرا في استخدام تلك المعلومات في الكتابة لأنها متعلقة بالدولة واسرارها. ولست مخولاً في استخدامها. ومن هنا يتولد الصراع أثناء الكتابة لأنك لا تستطيع استخدام المعلومات ككاتب....الأمر الثاني: مسألة الوقت الذي لم يعد كله ملكاً للكتابة والتأمل. بصراحة لم اشعر بقيود ومنذ كنت رئيسا لمؤسسة دار لهلال ومنذ استقالتي منها في عهد الإخوان لم يكن مطلوباً مني سوي كتابة مقال.
* قلت: يعني ليس كل ما يعرف يكتب. لكن هل يمكن أن تعبر عن الأفكار والمشاعر الخاصة بك بحرية وانت تجلس علي كرسي الوزير؟
- قال: ليس كل ما يعرف يكتب. ما أقصده ليس متعلقاً بالأفكار انما متعلق بالمعلومات. فأنا كوزير أمامي بنود الميزانية مثلا أو أشارك في اجتماعات علي مستوي مصر ودول أخري. وليس من حقك التصريح بهذه المعلومات. لأن مصلحة الدولة تتطلب هذا. مش من حقك تكشف عن معلومات تمس مصلحة الدولة. ومصلحة الدولة تلزمك بهذا. مش علشان خايف علي نفسك لا سامح الله!!
* قلت: فقد منصب الوزير بريقه الادبي... فهل فقد بريقه المادي.... يعني بصراحة كم مرتب الوزير ؟
- قال: لما تحسب الرواتب والمكافآت التي يحصل عليها كبار المسؤولين تجدها شيئا مثيرا للرثاء. مثلا لما يكون أستاذ جامعي كبير أو طبيب مشهور ترك كل شيء ليكون وزيراً ويكتفي بالحدود الدنيا من المرتبات. ثم تمارس عليه كل هذه الضغوط ¢هايقولك في النهاية: السلام عليكم...ويمشي¢ بصراحة هناك نوع من الضغوط العنيفة وتمارس بسادية شديدة ¢لتطفيش ¢الكفاءات.
* قلت:هل هذه محاولة ممنهجة لإبعاد الكفاءات عن أي منصب قيادي؟
- قال: ليس فقط إبعاد الكفاءات فقط لكن هناك أمر خطير يجري منذ ثورة 25 يناير وكنا بندرسه في العصر العثماني وكان أحد أسباب انهيارالدولة!!
* قلت: وماهو ؟
-قال: كان كل والي علي ولاية عثمانية لا يستمر في مكانه أكثر من عامين. ومنذ ثورة 25 يناير يتم تغيير الوزير عندنا كل 6 شهور. فعمليا كأنه لا يوجد وزير في منصبه. لذلك تتوحش البيروقراطية أكثرويصبح لها الهيمنة وتزداد معاناة الناس. وقد حدث هذا في كل الوزارات لا وزارة الثقافة وحدها. مثلا لما تشوف دكتورمحمود فوزي وزير خارجية في عهد عبد الناصر استمر في منصبه سنوات طويلة نجح فيها بامتياز.
* قلت:متي نصل لمرحلة تشبه الدول المتقدمة حيث يكون لكل وزارة خطط عمل وتنمية قصيرة ومتوسطة وطويلة الاجل بغض النظر عن تغير الوزراء والاحزاب الحاكمة والسياسات ؟
* قال: هذا يحدث بالفعل والذي يتغير هو آداء الوزير. لكن الخطط بشكل عام ليس فيها الانقلابات والتغيير الذي نتوقعه.
* قلت:بصراحة هل هناك ¢فرق سرعات¢ في وزارة الثقافة من حيث العمل وتنفيذه وأنت الذي اعتاد العمل بطريقة وأسلوب الصحفي اي ¢الرتم السريع ¢؟
- قال: الفارق كبير ومخيف مثلا عندما كنت رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال و ورأيت اهمية اجراء تغييرات صحفية وقيادية في إصدارات المؤسسة. ذهبت للدكتور علي السلمي ومعي قائمة بالتغيير وفي خلال أيام كان التغيير قد تم....أما في وزارة الثقافة فالتغيير مرتبط بخطوات روتينية أولها العثور علي الكفاءات ثم موافقتها علي العمل معنا وخصوصا أن رواتب القيادات في وزارة الثقافة متدنية وأغلب الكفاءات من أساتذة الجامعة ورواتب الجامعة أعلي. ولوائح البيروقراطية تجعل التنفيذ بطيئا. بداية من الإعلان في جريدتين يوميتين في يوم واحد و ويتولي جهاز التنظيم والإدارة الإعلان في مدة 15 يوما. ثم 15 يوما أخري امام لجنة لدراسة ملفات المتقدمين. ومن يفز يجب ان يخضع لدورة تدريبية لإعداد القادة مدتها 6 أسابيع ثم تُعرض الملفات علي الاجهزة الرقابية... باختصار تغيير قيادي واحد ربما يستغرق 6 شهور.
* قلت: لماذا رفعت الوزارة يدها عن الإنتاج السينمائي ومتي تعود بعد ما نراه من انهيار في مستوي الإنتاج السينمائي ؟
- قال: في زمن حكومة د. عاطف عبيد تمت الخصخصة و¢الذي منه¢ ورحم الله الجميع. وأصبحت هيئة الاستثمار هي المسئولة عن دور السينما والإنتاج السينمائي. باختصار لم يعد البحث عن القيمة والأخلاقيات هي الهدف وإنما تحقيق الربح فقط لأنه أصبح مجرد مشروع استثماري. ولم يكن لدينا سوي الدعم المقدم من صندوق التنمية والمركز القومي للسينما...لكن نحاول الآن أن نستعيد تبعية الأنتاج السينمائي أنشأنا الشركة القابضة ونحاول استعادة بعض دور السينما. لكن هناك أزمات تواجهنا. مثلا تم تأجير محلات في بعض دور السينما بعقود تمليك بالإضافة الي مشاكل نحاول حلها في ظل الوضع الأمني الآن باختصار المجتمع لسه بيتعافي!!
* قلت بوصفك ¢جورنالجي¢ ما أصعب موقف تعرضت له كجورنالجي وكوزير للثقافة ؟
- قال: أصعب موقف وانا جورنالجي لما انضرب فرج فودة وأنا كنت من حضور مناظرته الأخيرة وكنت قاعد في الصف الأول وأتذكر إني الصحفي الوحيد الذي كتب في نهاية تغطيته للمناظرة: فهل تكون هذه المناظرة نهاية حياة فرج فودة ؟ واتهاجمت وقتها علي ما كتبته حتي قتل فتيقنوا من صدق كلماتي.... اضاف:وأصعب موقف تعرضت له وأنا وزير طبعا أحكام السجن الأخيرة لبعض الادباء والمفكرين. نريد أن يرتفع مستوي الحرية في البلاد ولا يجوز أن نرتد إلي الخلف... هل يعقل ان رواية صدرت في 2014 و نصدر حكم بالسجن علي كاتبها في 2016. وعلي فكرة ماكانش اتباع من الرواية غير 50 نسخة الآن هناك 3 مليون متصفح للرواية. وواحدة من أكبر جامعات كندا تطلب أستاذة مصرية علشان تلقي محاضرة عن الرواية وهناك افتتاحيات جرائد كبري تكلمت عن الرواية.
* قلت: عاصفة هجومك علي الوهابية والاخوان في مصر هل شكلت مناطق صعبة في مسيرتك ؟
- قال:هذه العاصفة كانت ستواجهني في أي موقف.
* قلت: لأ..بس الحساسية اكتر في منصب الوزارة ؟
- قال:عندما توليت رئاسة مجلس إدارة دار الهلال كان الاعتراض الأول من المتأسلمين والثاني من صحيفة اسرائيلية كتب المحرر الثقافي فيها كيف تعين مصر حلمي النمنم المعروف بعدائه لاسرائيل علي رأس أكبر مؤسسة ثقافية مصرية والحوار دا موجود ومنشور.
* قلت: بالنسبة للتطبيع وما أثير حول النائب توفيق عكاشة هل انتهت المعركة الي هذا الحد؟
- قال: مسألة توفيق عكاشة ليست مسألة تطبيع. فما حدث لا يندرج في باب التطبيع فلم يحدث أن سعي أحد لمقابلة السفير الاسرائيلي وعادة ما كان السفير الاسرائيلي هو من يسعي لهذه اللقاءات. وعكاشة كان وقتها نائباً في البرلمان ولا يجوز له مناقشته في مسائل سياسة تتعلق بالدولة. مثلا موضوع مياه النيل ليس من سلطة البرلمان.وسأحكي لك حكاية حكاها لي د. مصطفي خليل رئيس وزراء مصر. عندما تحدث الرئيس السادات عن النيل في ¢قعدة¢ لمناحم بيجن. دبر د. مصطفي خليل ا مسرحية تمت في مجلس الشعب بالاتفاق مع المهندس سيد مرعي لاستجواب د مصطفي خليل حول ما ذكر في جلسة السادات وبيجين حول مد النيل الي اسرائيل لكي يردعوا الرئيس السادات... باختصار من الذي منح عكاشة الاذن للتباحث وطلب تعويضات؟.. هذا ليس من سلطة نائب في البرلمان لكن من يقم بذلك يجب أن يكون مفوضا وفي منصب رسمي. ثانيا: هناك جهات سيادية يجب الرجوع إليها للاستشارة
* قلت: لو طلب منك السفير الاسرائيلي لقاءه ؟
- قال: أنا متمسك بموقف الثقافة المصرية بعدم التطبيع وحتي الآن أنا عضو نقابة الصحفيين وعضو اتحاد الكتاب. وللنقابتين موقف واضح وضوح الشمس بعدم التطبيع مع اسرائيل. وأنا واحد من الجماعة الثقافية المصرية وموقفي لن يتغير ضد التطبيع.
انتهي الحوار ومازال النقاش مستمرا!!
مهزلة في أسيوط!!
* مهزلة في اسيوط.. حاول اعضاء يدعون الانتماء لهيئه قضايا الدولة بأسيوط وبصحبتهم بعض الخفراء مساء الخميس الموافق 2016/4/21اغتصاب قطعة ارض ملك هيئه قصور الثقافة واشهروا أسلحتهم في وجه مدير عام فرع ثقافة أسيوط وقاموا بنزع يافطة "نادي الثقافة الجماهيرية" و وضعوا يافطة "نادي مستشاري هيئة قضايا الدولة" وكسروا السلسلة التي يغلق بها الباب. ولم يكتفوا بذلك بل قاموا باحتجاز مدير عام فرع ثقافة أسيوط. داخل المكان والتعدي عليه بالألفاظ. وعندما استنجد موظفو الثقافة برئيسة الحي جاءت لتنال نصيبها من الاألفاظ غير اللائقة. وتم تحرير محضر بالشرطة..والحكاية بدأت تخصيص هذه الارض بقرار محافظ أسيوط رقم 1317 لسنة 2014م والذي نص في المادة "2" علي أنه: ¢ ترخص قطعه ارض أملاك دولة بمساحة 1500متر علي شاطئ الترعة الإبراهيمية من الناحية القبلية التابعة لحي غرب أسيوط لصالح الهيئة العامة لقصور الثقافة "فرع ثقافة أسيوط" لاستغلالها في إقامة أنشطة ثقافية وفنية تحت اسم "نادي الثقافة الجماهيرية" وتم استلام قطعة الأرض المذكورة من رئاسة حي غرب أسيوط بمحضر تسليم في 2014/9/29م. وتم رفع والتوقيع علي خرائط مساحية للأرض يوم3/1 2015/م كما تمت موافقة هندسة الري بأسيوط... ومنذ ذلك التاريخ وقصور الثقافة تمارس انشطتها علي هذه الارض لكن يبدو ان الكعكة في ايد اليتيم عجبة. فقد استكثر البعض علي اهالي اسيوط وفنانيها ومثقفيها ان يكون لهم متنفس ثقافي علي النيل فحاولوا الاستيلاء عليه وبالسلاح!!...
اهدي القصة للسادة وزراء العدل والداخلية والثقافة والتنمية المحلية ومحافظ اسيوط دون تعليق!!