المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. بورما.. هل هي حقيقة؟
هل ما يحدث في بورما أو ميانمار تجاه الأقلية المسلمة هناك.. حقيقة؟.. حتي الآن لا أتصور أن تلك الفظائع التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي من الممكن أن يكون لها وجود.. لا أتصور أن يصل الأمر حد ذبح الرجال والنساء والأطفال وأكل لحومهم.. لا أتصور أن يحدث ذلك ولا شيء منا سوي الصمت. والصمت المريب الذي لا تبرير له لو صحت تلك الوقائع. سوي اننا أمة ماتت.
في محاولة لاستجلاء الحقيقة والوقوف علي طبيعة الأحداث من مصادر أخري غير "السوشيال ميديا". لم أجد شيئا يجيب علي تساؤلاتي. فالإعلام غير مكترث بالمرة. ولو علي سبيل التفاعل مع أمر يشغل كثيرا من الناس.. لا أحد يكتب أو يتحدث عن الأمر. وآخر شيء قرأته إعلاميا كان تقارير تعود إلي العام 2012 عن مشاركة القائم بالأعمال المصري في يانجون. الوفد الدبلوماسي الذي زار إقليم أركان في ميانمار. لتفقد الأوضاع بعد أحداث عنف شديدة شردت أكثر من 90 ألف مواطن. وكذا مظاهرات قام بها العشرات أمام مقر سفارة ميانمار في القاهرة. انتهت ببيان من السفارة أكد أن تلك الأحداث شأن داخلي. وأنها ليست خلافات دينية.
اليوم. الأمر أشد إيلاما وهوانا وذلا. وما رأيته علي صفحات التواصل وتحديدا "الفيس بوك". لو صح. فهو أمر جلل. لا يمكن السكوت أمامه بالمرة. ويستدعي تدخلا علي أعلي مستوي. لوقف هذه الأعمال التي لا نرتضي أن تحدث بين الحيوانات فما بالنا بالبشر.
بورما أو ميانمار التي تقع في شرق آسيا. علي امتداد خليج البنغال. هي دولة مكتملة الأركان.. هي ليست طيفا في فضاء كوننا الفسيح.. هي ليست قصة خرافية أبشع وأنكي من قصص الموتي الذين يمشون ليلا ويأكلون البشر.. هي دولة لها سفاراتها وحدودها. وليس بالامكان تصور أن يصمت العالم. حتي ولو عن السؤال عن حقيقة ما يجري فيها. وهل هو حقيقة أو خيال. ولو كان حقيقة. فإن عليها أن تدفع ثمن هذا القتل العبثي وغير الممنهج. والذي تجسد في صور تدمي القلوب لأطفال معلقين في السقوف وطوابير من البشر يسحلون برا وبحرا ويقطعون بلا رحمه. ويعلقون في محلات الجزارة طعاما لغيرهم. ولا أدري كيف وصل الأمر إلي هذا الحد.
نحن لسنا حجارة ولا حديدا. والتعاطف مع مسلمين حتي لو باعدت بيننا وبينهم آلاف الأميال. لا يستدعي أيدولوجية خاصة ولا حتي موقفا سياسيا. لكنني في ليال كثيرة عجزت أن أقدم إجابة لولدي وهو يسألني عن حقيقة ما رآه في "الفيس بوك".. عجزت أن أقول له إن كان حقيقيا أم لا. وعجزت أن أفسر له تلك الصور البشعة. وعجزت أن أحتوي خوفه وضيقه أو أن أبدد حزنه.. فقط اكتفيت بغلق الصفحة. ومطالبته ألا يصدق كل ما يري.. لكن ماذا عني أنا.. هل أصدق أم أكذب.
ان العالم في أبشع صوره عبر التاريخ. لم يشهد فظائع كتلك التي نراها عن الأوضاع هناك. وكل أفلام الرعب التي أحكمت هوليوود صناعتها لم تصل مخيلة صانعيها إلي حدود تلك البشاعة. وفي المقابل لا شئ علي الصعيد الرسمي يجيب عن تساؤلاتنا الحائرة.. تري لو أجابوا هل نستريح.. هل نحن فقط في انتظار الإجابة.. أخشي أننا لم نعد نمتلك شيئا سوي أن نسأل. ولم يعد في جعبة "الهوان" سوي أن يجيب.. هذا إن أجاب.
** ما قبل الصباح:
* "صمت الحملان" جبن.. إنها اعتادت أن تكون الفريسة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف