خالد امام
"صلاح".. دعاية سياحية لمصر
ليس عيباً أن نعترف بأن السياحة عندنا مضروبة بالجزمة القديمة .. وهي حقيقة من الخطأ الجسيم ان نزيفها أو نزوقها بأكاذيب ليست في صالحنا.. والمفروض ان نعالج الخلل ونبحث عن آليات غير تقليدية نجذب من خلالها السياح الأجانب لبلادنا.
مصر تمتلك كل مقومات السياحة بكافة أنواعها من أثرية وشاطئية ودينية وعلاجية وغيرها وهذا من دواعي فخرنا ببلادنا .. لكن من العار ايضاً الا يقصدها سوي الآلاف فقط وكان اكبر عدد من السياح زارنا هو 16 مليون سائح في عام 2008 في الوقت الذي توافد فيه علي فرنسا خلال نفس العام 70 مليون سائح رغم انها لاتملك سوي الشانزليزيه وقوس النصر والمسلة المصرية ونهر السين الذي ألايتجاوز عرضه ترعة بلدنا ..!!!
صحيح ان حملات الترويج الرسمية في الخارج مهمة ومطلوبة ولكن الأهم والأكثر طلباً ان تتزامن معها حملة دعاية مبهرة تؤثر في الشعوب وتجذبهم إلينا.. مثلاً.. لماذا لا تستثمر وزارة السياحة بالتعاون مع كل الشركات السياحية لاعبي كرة القدم في الدعاية السياحية لمصر خاصة ان شعوب الأرض جميعاً مجنونة بالكرة ونجومها..؟؟
ان لدينا سفيراً عالمياً بالخارج هو محمد صلاح نجم فيرونتينا الايطالي والذي اصبح حديث الدنيا كلها خصوصاً في ايطاليا وانجلترا بالاضافة الي بلجيكا.. فإذا تم الاتفاق معه ومع ميسي نجم برشلونة ورونالدو نجم ريال مدريد أو احدهما والاثنان لهما مريدون في العالم كله علي تصوير فيلم دعائي في مختلف المناطق السياحية بمصر وتتم ترجمته لجميع اللغات وندفع لهم مبالغ مالية ضخمة فانهم لن يرفضوا خاصة ان نجمي البارسا والريال صورا من قبل اعلانات تليفزيونية .. اذا حدث ذلك فتخيلوا معي تأثير هذا الفيلم علي الناس في الخارج.
تخيلوا ان "صلاح" يجوب شواطئنا علي البحرين المتوسط والأحمر وهو يقول لميسي أو رونالدو: بين هذين الشطين قامت اقدم واعظم حضارة في التاريخ. أو يقف امام هرم خوفو ويقول: اجدادي هم الذين بنوا هذه المعجزة. أو فوق مركب في نهر النيل الممتد الف كيلومتر ويقول: هذه المياه هي اكسير الحياة مثلما قال هيرودوت ان مصر هبة النيل. أو في سيناء مسري الأنبياء ويقول: هنا تجلي الله سبحانه للجبل فجعله دكا وخر موسي صعقا. أو في الاسكندرية ويقول انها كانت مدينة المدائن قبل الفي عام. أو في وادي الملوك ويقول: هنا يرقد من اناروا الدنيا بعلمهم وحضارتهم. أو يشاهد القاهرة من فوق البرج ويقول لضيفه : هذه بلادي الجميلة التي يحرسها الله ويحمي كل من وفد إليها.. تخيلوا كل ذلك في فيلم ويشاهده العالم فمن المؤكد انه مهما تكلف فان العائد منه سيتجاوز اضعاف التكاليف.
السياحة ياسادة من الصناعات التي تضخ عوائدها مباشرة في السوق قبل خزانة الدولة ويعيش منها ملايين البشر بالشركات السياحية والفنادق والمنتجعات والمزارات ومحلات العاديات وشركات الطيران والأتوبيسات وأصحاب الحناطير والدواب بل وباعة المياه المعدنية .. جيش جرار وكل واحد له أسرة في رقبته اصبحوا جميعاً عاطلين رغم انوفهم.
اخرجوا من شرنقة الفكر العقيم وأحيوا هذه الصناعة المهمة بطرق مبتكرة ليكون العائد سريعاً.