محمد جبريل
ع البحري ..إسرائيل مجتمع عسكري
لا نخطئ التعبير لو قلنا ان اسرائيل مجتمع عسكري. صنعت البداية عصابات إرهابية قادتها هم قادة الكيان الصهيوني فيما بعد بن جوريون وشامير ورابين وبيجين وديان وشارون ووايزمان وغيرهم بدلا من تسميات البالماخ وشتيرن والهاجاناه والأرجون كونوا أحزابا بأسماء العمل والليكود ويشاي وميرتس وكولانو وموشيه كاهلون إلخ.
مارست العصابات الصهيونية - من قبل إعلان قيامها - أبشع العمليات الإرهابية ضد المواطنين العرب في فلسطين وامتد عدوانها - عقب انشاء الدولة - إلي مناطق قريبة وبعيدة في الوطن العربي وفي مدن العالم من خلال عمليات اغتيال نفذتها يد اسرائيل الطولي والتعبير لباراك رئيس الوزراء الأسبق الذي قاد ـ بنفسه ـ عمليتين لتصفية قيادات فلسطينية في بيروت وتونس.
مارست الأحزاب ـ في سعيها للحكم ـ لعبة الكراسي الموسيقية.
اختلفت شعاراتها وانقسمت إلي تيارات سياسية وعلمانية وأسفر احتدام صراعاتها عن إجراء العديد من الانتخابات المبكرة.
الهدف الوحيد الذي تسعي إليه الأحزاب الاسرائيلية ومؤسسات الدولة بعامة هو تصفية القضية الفلسطينية تماما وإحلال مهاجرين من أرجاء العالم بديلاً لأبناء فلسطين الذين عانوا الظلم والتشريد والنفي والإفناء.
نتنياهو رئيس حزب الليكود هو الذي دعا إلي إجراء الانتخابات الأخيرة قبل موعدها ثقة منه في تصويت الناخبين لصالحه.. لكن استطلاعات الرأي أشارت إلي إمكانية فوز ائتلاف الأحزاب المعارضة وحين لاحت الهزيمة أمام نتنياهو بادر بإلغاء الورقة التي لا تخيب في المجتمع الصهيوني وهو اعتزامه رفض حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية بالتالي واعتبار نتائج المفاوضات الطويلة المملة بين السلطة الفلسطينية والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة كأنها لم تكن.
أهمل نتنياهو ـ وهو يلقي ورقته ـ مخاطر كثيرة منها الالتزامات التي تعهدت بها اسرائيل وردود الأفعال المتوقعة من الرأي العام العالمي. دعك من محاولته التراجع بعد أن اطمأن إلي النتيجة التي أرادها حتي يكسب ثقة مواطنيه.
الفوز الذي حققه الليكود في انتخابات اسرائيل يضع كل شيء في إطاره الصحيح فأحزاب إسرائيل الحالية امتداد للعصابات الصهيونية قبل إنشاء الدولة والمجتمع الاسرائيلي هو مجتمع عسكري. القوة لغته الوحيدة التي يحسن التخاطب بها ومن ثم فإنها اللغة التي تفرض نفسها خيارا ملزما للفصائل الفلسطينية حتي تنتزع حقوق الشعب الفلسطيني من دهاليز مفاوضات يريد طرفها الاسرائيلي ألا تنتهي قبل أن يبيد التراب ويشيب الغراب!